الشرق الأوسط – (رياليست عربي): من حقنا أن ننعم بحياة جيدة.. من حقنا أن نروي عطشنا بمياه نظيفة.. صرخات أطلقتها حناجر شعوب دول منطقة الشرق الأوسط والذين يوماً إثر يوم تتقلص مطالبهم على تأمين الكلأ والماء للاستمرار بحياتهم، طبقاً لقناة “CNBC عربية“.
الشرق الأوسط غني بثرواته الباطنية ومن بينها المياه من ينابيع وآبار ومياه عذبة وأنهار، إلا أن الفساد وسوء الإدارة من جهة والحروب وما خلفته من دمار بالبنى التحتية من جهة أخرى ساهما بجعل الوصول إلى مياه نظيفة حلم يصعب تحقيقه، ولطالما كانت النزاعات والحروب على صعيد الأفراد والدول تحركها عوامل انتزاع الحصة الأكبر من موارد الغذاء والثروات النفطية.
اليوم يبدو العنوان الأساس للنزاعات هو الصراع على المياه، فمنذ سنوات ليست بالقليلة بدأت تقحم المياه إلى نزاعات بين الدول وأصبح الحصول على كمية كافية من المياه أشبه بلغم غير موقوت يمكن أن ينفجر دون إنذار خاصة إذا علمنا أن واحداً من بين 3 أشخاص يفتقرون الوصول إلى مياه شرب آمنة وتتزايد المخاوف من أنه بحلول 2050، يمكن أن يعيش ما يصل إلى 5.7 مليار شخص في مناطق تندر فيها المياه لمدة شهر واحد على الأقل في السنة كما تشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2040، يمكن أن يزداد الطلب العالمي على المياه بأكثر من 50%.
ومن المعلوم أن مسألة المياه ليست ترفاً للشعوب بل تشكل عصب الحياة وبنفس الوقت فتيلاً أشعل الاضطرابات والاحتجاجات لدى شعوب المنطقة بدءاً من السودان مروراً بلبنان وسوريا والعراق وليس انتهاء بإيران.
شعوب فشلت الحكومات المتعاقبة عليهم في تأمين مخزون مياه كاف يروي رمقهم في حين فاضت ملفاتهم بقضايا الفساد وسوء الإدارة لجهة استغلال الأمطار الموسمية للاستفادة منها بالشكل الأمثل، وهذا ما تعجز الكلمات عن وصفه حينما تغمر السيول والفيضانات أحياء بكاملها في موسم الشتاء.