موسكو – (رياليست عربي): واصلت أسعار النفط العالمية انخفاضها للأسبوع الثاني على التوالي وسط تصاعد المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتوقعات بتباطؤ الطلب العالمي، وهناك عوامل أخرى، ويعتقد الخبراء ومحللو السوق أن التراجع الحالي قد يكون مجرد بداية لموجة جديدة من التقلبات.
ويشير الخبراء إلى تصعيد الصراع التجاري بين واشنطن وبكين باعتباره السبب الرئيسي وراء انخفاض الأسعار، كما أن الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها الصين، بما في ذلك حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الأميركي، أدت إلى زيادة حالة عدم اليقين في سوق السلع الأساسية.
وستتسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في أضرار أكبر للولايات المتحدة، التي لن تتمكن من شراء المعدات الإلكترونية والكهربائية والطاقة والمنتجات الهندسية الثقيلة اللازمة، وفي الوقت نفسه، رفضت الصين بالفعل استيراد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، مما أدى إلى زيادة مشتريات الغاز من مصادر بديلة.
بالإضافة إلى ذلك، إن الضغوط على الأسعار تتزايد بسبب التوقعات بشأن إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وتعزيز الدولار، وضعف الطلب الصناعي في آسيا، والآن لم يعد النفط مجرد مصدر للطاقة بل أصبح مؤشرا على التوتر الاقتصادي العالمي، كما أن أي عدم استقرار بين كتل التداول الكبيرة يؤثر تلقائيا على الأسعار.
وفي ظل الوضع الحالي من الاضطرابات، الذي أثارته جولة جديدة من الحروب التجارية الأمريكية، والتغييرات في تشكيل الاتحادات الاقتصادية الدولية، فإن استقرار تحالف أوبك+ هو العامل في استقرار السوق، ورغم الخطاب المستمر حول الوحدة، فإن تحالف أوبك+ لم يطور بعد استراتيجية واضحة للرد على الانخفاض الحالي في الأسعار، وتبدي السعودية والإمارات استعدادهما لخفضات جديدة، لكنهما تنتظران إشارات من روسيا وإيران.
وهناك مساومات تجري الآن: من ناحية، تريد دول الخليج الفارسي حصصًا صارمة، ومن ناحية أخرى، فإن بعض الأعضاء، بما في ذلك روسيا، مقيدة في التزاماتها، حيث يشهد الاستهلاك المحلي في الاتحاد الروسي نمواً، وخفض الإنتاج في وقت انتعاش السوق المحلية يعد إجراءً غير شعبي للغاية.
وفي الوقت نفسه، فإن رفض إجراء تخفيضات جديدة قد يؤدي إلى جولة جديدة من حرب الأسعار، كما حدث بالفعل في عام 2020.
ضمن هذا الإطار، فإن التنسيق مع أوبك+ لا يعد مسألة اقتصادية فحسب، بل مسألة جيوسياسية أيضا، مع الإشارة إلى أن أي علامة على الانقسام في التحالف من شأنها أن تؤدي على الفور إلى انهيار الأسعار.