نيودلهي – (رياليست عربي): وصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الخميس، إلى الهند، في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها رئيس الوزراء ناريندرا مودي في نيودلهي يوم الجمعة، طبقاً لوكالات أنباء.
وتأتي هذه الزيارة لهدف تعتبره أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مهماً جداً ألا وهو عزل روسيا عن جميع حلفائها خاصة شركائها الكبار مثل الصين والهند، لكن السؤال الذي يفرض نفسه، إلى أي درجة يستطيع جونسون التأثير على الهند؟
أما هدف الهند، الحرص على إبرام اتفاقية تجارية مع بريطانيا بحلول شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حيث ستسعى إلى الحصول على تأشيرات دخول أسهل للعمال المهرة والطلاب بحسب مصادر مطلعة.
كما من المتوقع أن يحدد جونسون ومودي موعداً نهائياً لابرام اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، منها استثمارات بأكثر من مليار جنيه استرليني (1.3 مليار دولار) وصفقات تصدير في قطاعات مثل هندسة البرمجيات والصحة من المتوقع أن تخلق ما يقرب من 11 ألف وظيفة في المملكة المتحدة، بحسب بيان صحفي صادر عن المفوضية العليا البريطانية في نيودلهي، وقال مكتب جونسون، إن البلدين سيعلنان عن اتفاقيات جديدة في مجالات الدفاع والطاقة الخضراء والوظائف والشراكات العلمية خلال زيارة رئيس الوزراء.
بالتالي هذه الإغراءات واضحة، إذ يأمل جونسون في إتمام الصفقات مع الهند بنجاح، وإقناع الهند بتقليص علاقاتها بروسيا رداً على العملية العسكرية في أوكرانيا.
الجدير بالذكر أن جونسون كان قد صرح أمام البرلمان قبل مغادرته لندن بأن الزيارة “ستعمل على تعميق العلاقات التجارية والدفاعية والشعبية الاستراتيجية بين بلدينا”.
الجدير بالذكر أيضاً أن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، زارت الهند الشهر الماضي، في محاولة لحمل البلاد على فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا وتعزيز التعاون الدفاعي، والتجاري، علاوة على التعاون في قطاعي الطاقة والأمن الغذائي.
ولم توجه الهند أي انتقادات مباشرة لروسيا منذ أن بدأت الأخيرة غزو أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، كما لم تدن الغزو في تصويت أجرته الأمم المتحدة على تلك القضية، كما تجاهل مودي حتى الآن ضغوط الرئيس الأمريكي جو بايدن وآخرين للحد من واردات النفط والغاز الروسي.
وتتلقى الهند القليل من النفط الذي تحتاجه من روسيا، لكنها زادت من مشترياتها الى 3 ملايين برميل من الخام الشهر الماضي، في وقت تحاول فيه ديمقراطيات أخرى عزل روسيا بفرض عقوبات اقتصادية، كما أن الهند مشتر رئيسي للأسلحة الروسية، واشترت مؤخراً أنظمة دفاع جوي روسية متقدمة.