موسكو – (رياليست عربي): بعد أن وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 إلى مدينة فلاديفوستوك الروسية للمشاركة في منتدى الشرق الإقتصادي الروسي، والذي يعقد فعالياته واجتماعاته خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 6 سبتمبر في حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في مدينة (فلاديفوستوك):
- تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه مع نائب رئيس مجموعة (بريكس)، أي مع نائب الرئيس الصيني (هان تسنغ) في فلاديفوستوك، فأعرب عن سعادته الكبيرة برؤية ممثلي الصين في المنتدى الإقتصادي الشرقي، واقترح عقد اجتماع ثنائي خاص مع الرئيس الصيني (شي جين بينغ) على هامش قمة بريكس التي ستعقد في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر في قازان عاصمة جمهورية تتارستان.
- وذكر الرئيس بوتين أن بكين و موسكو ستحتفلان بمرور 85 عاماً على مرور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال شهر أكتوبر المقبل 2024، حيث أكد الزعيم الروسي أنه وبفضل الجهود المشتركة، وصلت العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية وروسيا الإتحادية إلى مستوى عال وغير مسبوق بينهما، كما أكد أن الكرملين الروسي يولي أهمية كبيرة للتعاون الإقليمي الذي تلعب فيه بكين دوراً محورياً، معرباً عن أمله بإمكانية إيجاد مجالات جديدة للتفاعل الروسي الصيني في المستقبل.
- وتوجه الرئيس بوتين بالشكر الشخصي لنائب الرئيس الصيني (هان تسنغ) لمرافقته أعضاء الوفد الروسي إلى منطقة (هاربين) الصينية خلال زيارة الوفد الحكومي الروسي رفيع المستوى، والتي أنجزت إلى جمهورية الصين الشعبية خلال شهر مايو 2024، علماً أن تلك الزيارة إلى (هاربين) لم تكن مدرجة ضمن أعمال المحادثات (الروسية – الصينية) خلال تلك الزيارة، ولكنها أدرجت بشكل غير رسمي لاحقاً، بمساعدة (هان تسنغ) الحاضر اليوم في مدينة (فلاديفستوك) الروسية.
- وقد أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدة لقاءات دولية، على هامش منتدى الشرق الإقتصادي، حيث التقى إلى جانب نائب الرئيس الصيني (هان تشنغ)، كلاً من نائب رئيس وزراء جمهورية صربيا (ألكسندر فولين) ورئيس وزراء ماليزيا (أنور إبراهيم). كما عقد الرئيس بوتين اجتماعاً لبحث قضايا تطوير البنية التحتية في المنطقة الفيدرالية للشرق الأقصى، وشاهد عرضاً تفاعلياً لنتائج تطوير هذه المناطق خلال اتصال مرئي مع المقيمين في مناطق التنمية المتقدمة ذات الأولوية، ليعقد في نهاية جولته محادثة مع السياسي الروسي (أوليغ كوجيمياكو) وهو الحاكم الحالي لإقليم (بريمورسكي) الروسي.
- وقد وصل الرئيس بوتين إلى مدينة (فلاديفوستوك) الروسية قادماً من جمهورية منغوليا، وهو مفعم بروح الإنتصار بعد مشاركته إلى جانب الرئيس المنغولي (أوخناجين خوريلسوخ) في فعاليات الإحتفالات المخصصة للذكرى الـــــــــــــــــ85 للإنتصار المشترك للقوات المسلحة السوفيتية والمنغولية على العسكريين اليابانيين على نهر (خالخين جو)، حيث كانت الإحتفالات فرصة للمحادثات البناءة بين الزعيم الروسي ومستضيفه الرئيس المنغولي.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية الروسية والعالمية:
- يرى العديد من المراقبين و المحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف علاقات روسيا الإتحادية الدولية والإقليمية، ومنهم الخبير الإقتصادي الروسي العالمي (فلاديمير إيفين)، والذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس دائرة الجمارك الروسية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ يحصد ما زرعه من مشاريع سياسية وإقتصادية مع دول القارة الآسيوية، وذلك عبر منصات مختلف المنتديات السياسية والإقتصادية والتجارية الكبرى مثل منتدى مدينة (فلاديفستوك) الروسية.
- وأضاف الخبير إيفين في سياق شرحه وتوضيحه، أن خير دليل على هذا الحصاد والنصر الدبلوماسي للرئيس بوتين، هو ازدياد حجم التجارة الروسية مع دول آسيا بنحو ملحوظ، كما أشار إلى إعادة روسيا الإتحادية توجيه معظم تجارتها من دول قارة أوروبا إلى دول قارة آسيا.
- وأكد الخبير الإقتصادي الروسي العالمي (فلاديمير إيفين)، خلال مشاركته ضمن فعاليات منتدى الشرق الإقتصادي الروسي (كخبير إقتصادي وليس كمسؤول روسي) أن حصة أموال التجارة الحالية مع الدول الآسيوية من إجمالي تجارة روسيا الخارجية قد صعدت من 29 بالمئة خلال العام 2014 وصولاً إلى ما نسبته 66 بالمئة خلال العام 2024، أي بأكثر من مرة ونصف المرة، وهذه نسبة ممتازة، على الرغم من العقوبات السياسية والإقتصادية التي فرضت ضدَّ روسيا الإتحادية، وهو ما يعني أن موسكو قادرة على تجاوز كل القيود الإقتصادية والتجارية والمالية التي وضعتها عواصم الغرب.
- وأوضح الخبير (فلاديمير إيفين) أيضاً، أن ارتفاع التجارة الخارجية مع دول القارة الآسيوية بشكل عام، قد ترافق أيضاً مع انخفاض كبير في حصة التجارة الخارجية مع أكثرية الدول الأوروبية من 47 بالمئة سجلت خلال العام 2014 إلى نسبة 11 بالمئة سجلت في العام الجاري 2024، ولذلك قررت روسيا الإتحادية التوجه شرقاً من أجل تعزيز الروابط الإقتصادية والتجارية مع الدول الآسيوية بعد الموقف العدائي من الدول الغربية، سواءً من دول الإتحاد الأوروبي أو من الولايات المتحدة الأمريكية، الذين فرضوا عقوبات واسعة على موسكو بعد انطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، وهو الأمر الذي فرض على الوزرات الروسية المسؤولة عن ملفات الإقتصاد والتجارة، أن تتدارك هذا الأمر من خلال إقامة المنتديات الإقتصادية والتجارية الهامة مثل منتدى مدينة (فلاديفستوك) الإقتصادي الروسي.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.