واشنطن – (رياليست عربي): يخشى الخبراء من أن الأسلحة التي تزود بها أوكرانيا على نطاق واسع من الولايات المتحدة، بسبب السيطرة غير الكافية، من أن تقع في أيدي الإرهابيين أو مناطق الصراع الأخرى، طبقاً لصحيفة “الواشنطن بوست“.
وتشير الصحيفة إلى أنه “لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن قادرة على تعقب الأسلحة االخطيرة عند وصولها” إلى أوكرانيا، هذا البلد الذي يطلق اسم “مركز تهريب الأسلحة” الرئيسي، والذي كان مركز إمداد لسنوات عديدة إلى مناطق صراع مختلفة.
وبحسب الصحيفة، فإن “التدفق غير المسبوق للأسلحة قد أثار مخاوف من وقوع بعض المعدات في أيدي خصوم الغرب أو الظهور خلال العقود المقبلة في صراعات بعيدة”، والخبراء، على وجه الخصوص، يخشون من وقوع أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز Stinger في أيدي الإرهابيين، والتي يمكن من خلالها إسقاط طائرات.
وقالت راشيل ستول، خبيرة الحد من التسلح في مركز هنري ستيمسون في واشنطن: “من المستحيل تتبع ليس فقط أين يتم إرسال الأسلحة ومن يستخدمها، ولكن كيف يتم استخدامها”.
وفي السياق، أكد المسؤولون الأمريكيون أنهم كانوا يفحصون الوحدات الأوكرانية قبل إرسال أسلحة لهم، لكنهم لم يقدموا تفاصيل شاملة، وقالت ستول “لا يوحي ذلك بقدر كبير من الثقة” في إشارة إلى الإجراءات التي تتخذها واشنطن.
وقالت آني شيل، المستشارة في مركز حقوق الإنسان في واشنطنظ: من غير الواضح ما هي تدابير التخفيف أو المراقبة التي اتخذتها الولايات المتحدة ودول أخرى، وما الضمانات التي تلقتها لضمان حماية المدنيين في عمليات نقل الأسلحة الكبيرة جداً هذه.
وأضافت شيل، إن مهمة ضمان استخدام الأسلحة الأمريكية للغرض المقصود منها، وهي مسؤولية مشتركة بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكية، تزداد تعقيداً بسبب حقيقة أن الأسلحة يتم توريدها إلى أوكرانيا بكميات ضخمة”، كما تنص مادة “مشروع قانون الإنفاق الطارئ”، الذي ينتظر موافقة مجلس الشيوخ، سيضمن وضع أوكرانيا كأكبر متلقٍ للمساعدة الأمنية الأمريكية في العالم، وستتلقى البلاد في عام 2022 المزيد من المساعدة العسكرية أكثر مما قدمته الولايات المتحدة في أي وقت مضى لأفغانستان أو العراق أو اسرائيل في عام واحد.
وتستشهد الصحيفة بآراء اختصاصي الحد من التسلح ويليام هارتونغ من معهد كوينسي البحثي الذي أشار إلى أن الولايات المتحدة، على سبيل المثال ، كان بإمكانها سابقاً تتبع من حصل على أسلحة أمريكية في أفغانستان، لأنها حافظت على وجودها في ذلك البلد، وقال هارتونج “للمقارنة، تعمل السلطات الأمريكية بشكل أعمى فيما يتعلق بمراقبة الأسلحة التي يتم توفيرها لوحدات الميليشيات المحلية والجيش في أوكرانيا”.
تسليم طائرات روسية من طراز Mi-17s إلى كييف
ذكرت الصحيفة أيضاً، ما قاله ممثل وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أكد أن الجانب الأمريكي يقوم بفحص الوحدات الأوكرانية التي يرسل إليها الأسلحة، وتلقى أيضاً التزامات من كييف “بعدم السماح بنقل المعدات إلى طرف ثالث دون الموافقة المسبقة من سلطات الولايات المتحدة”. وتشير الصحيفة إلى أن “السيطرة على تنفيذ هذه العقود ضعيفة نسبياً، بل إنها ضعفت أكثر بسبب عدم تكافؤ واشنطن في الوفاء بالتزاماتها، بما في ذلك الشهر الماضي”.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة سبق أن أعلنت عن إرسال مروحيات روسية الصنع من طراز Mi-17 إلى أوكرانيا، كما ورد في المقال، وعدت الولايات المتحدة بعدم نقل طائرات هليكوبتر متجهة إلى أفغانستان إلى طرف ثالث دون إذن من الاتحاد الروسي، وفي نهاية أبريل/ نيسان، صرحت الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني الروسي (FSVTS) أنه سيكون من غير القانوني أن يقوم الجانب الأمريكي بتجهيز القوات المسلحة الأوكرانية بطائرات هليكوبتر روسية الصنع من طراز Mi-17.
ووفقاً لـ جيف أبرامسون، الخبير في رابطة واشنطن للحد من التسلح، فإن انتهاك مثل هذه الاتفاقات “يمثل تهديداً خطيراً” من حيث “قدرة الدول على التحكم في كيفية استخدام الأسلحة”، كما رفض متحدث باسم البنتاغون الانتقادات وقال لصحيفة واشنطن بوست إن نقل واشنطن طائرات Mi-17 إلى أوكرانيا “مقبول بموجب القانون الأمريكي” ويتماشى مع “أولويات الأمن القومي” للولايات المتحدة.
ووفقاً لممثل الإدارة العسكرية الأمريكية، فإن المزاعم التي أعربت عنها روسيا هي “محاولة خادعة لصرف الانتباه” عن العملية العسكرية الخاصة للاتحاد الروسي في أوكرانيا.
وأوصى الخبراء، على وجه الخصوص، بأن تقوم السلطات الأمريكية بتعيين مفتش يكون مسؤولاً عن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، وعليها أن تضمن أن عمليات نقل الأسلحةلأن تخضع لامتثال المتلقين لالتزامات حقوق الإنسان، وفي هذا الصدد، أكد المقال أن المشرعين الأمريكيين حاولوا سابقاً حظر نقل الأسلحة الأمريكية إلى كتيبة آزوف القومية الأوكرانية.
الجدير بالذكر أن عدداً من السياسيين الغربيين أقروا بأن ما هو على المحك هو في الواقع حرب اقتصادية ضد روسيا، كما صرح بوتين في 16 مارس/ آذار أن سياسة العقوبات الغربية ضد موسكو تحمل كل علامات العدوان، وأشار إلى أن سياسة احتواء روسيا استراتيجية طويلة المدى بالنسبة للغرب.
من جانبه، حذر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف في وقت سابق من أن عسكرة الغرب لأوكرانيا يهدد بشكل مباشر الأمن الأوروبي والعالمي، كما أشار الدبلوماسي إلى أن موسكو تدعو رعاة نظام كييف إلى التوقف عن التشجيع على إراقة الدماء والتفكير بجدية في عواقب أنشطتهم.
خاص وكالة رياليست.