موسكو – (رياليست عربي). ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن الروسي لمناقشة إعلان الولايات المتحدة نيتها استئناف التجارب على الأسلحة النووية، وهو القرار الذي اعتبرته موسكو «تهديدًا مباشرًا للاستقرار الاستراتيجي العالمي».
وحضر الجلسة في الكرملين كل من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، ورئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو، ورئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، ونائب رئيس مجلس الأمن دميتري ميدفيديف، ومدير الديوان الرئاسي أنطون فاينو، وأمين مجلس الأمن سيرغي شويغو، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، بالإضافة إلى رئيس جهاز الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف ورئيس الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين.
تحول النقاش نحو السياسة النووية الأمريكية
ورغم أن الموضوع المدرج على جدول الأعمال كان يتعلق بأمن النقل، إلا أن النقاش اتجه سريعًا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استئناف التجارب النووية.
وقال فولودين: «قبل عامين، صرّحتم أن روسيا سيكون لها الحق الكامل في الرد بالمثل إذا عادت الولايات المتحدة إلى التجارب النووية. والآن يسأل النواب ما هي الخطوات التي سيتم اتخاذها».
واتهم وزير الدفاع بيلوسوف واشنطن بأنها «تعمل بشكل منهجي على تفكيك منظومة ضبط التسلح»، مشيرًا إلى انسحابها من معاهدات رئيسية وتحديثها الواسع لترسانتها النووية. واقترح البدء في التحضير لتجارب كاملة النطاق في ميدان نوفايا زيمليا، معتبرًا أن الخطوة الأمريكية المحتملة «إجراء متعمد لتقويض الأمن العالمي».
ودعم رئيس الأركان فاليري غيراسيموف المقترح، محذرًا من أن «الانتظار قد يكلّف روسيا وقتًا ثمينًا للاستعداد للرد المناسب».
تقارير استخباراتية ودبلوماسية
وأوضح ناريشكين أن الدبلوماسيين الروس طلبوا توضيحات من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية لكنهم «تلقوا ردودًا شكلية وغير حاسمة».
وأضاف شويغو أن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى — بمن فيهم وزير الدفاع ونائب الرئيس — أكدوا «بصورة غير رسمية» نية الإدارة استئناف التجارب كعرض للقوة.
موقف الرئيس الروسي
وأكد بوتين أن روسيا ما زالت ملتزمة بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT)، لكنه حذّر من أن موسكو «سترد بشكل متكافئ» إذا أقدمت أي دولة أخرى على كسر الحظر.
وقال الرئيس: «إذا قامت الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى بإجراء مثل هذه التجارب، فعلى روسيا أن تتخذ خطوات مناسبة للرد».
وكلف بوتين وزارات الخارجية والدفاع وأجهزة الاستخبارات والهيئات المدنية المعنية بجمع معلومات إضافية وتقديم تقييم استراتيجي شامل ضمن إطار مجلس الأمن، يتضمن توصيات محددة بشأن التحضير المحتمل لاستئناف التجارب النووية.
واختتم الرئيس الاجتماع بقوله: «أنتظر تقريركم»، قبل أن يعود المجلس إلى جدول أعماله الأصلي المتعلق بأمن النقل.
ويؤكد هذا الاجتماع أن موسكو مستعدة للرد على أي تغيّر في توازن الردع النووي العالمي. وبعد تصريحات ترامب الأخيرة، أصبحت قضية الاستقرار الاستراتيجي مجددًا محور العلاقات الدولية — وروسيا، كما أوضح مسؤولوها، سترد لا بالخطابات بل بإجراءات مدروسة تحفظ توازن القوى العالمي.






