برلين – (رياليست عربي): أصدرت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنس غربي ألمانيا الخميس حكمها بالسجن مدى الحياة بحق الضابط السابق في الاستخبارات السورية أنور رسلان (58 عاماً) المتّهم بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، طبقاً لقناة “فرانس 24“.
وفي التفاصيل، أن قضت محكمة ألمانية بالسجن مدى الحياة على ضابط سابق في المخابرات السورية أنور رسلان لارتكابه جرائم ضد الإنسانية في ختام أول محاكمة في العالم محورها انتهاكات إنسانية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأتى هذا الحكم بناءً على تجاوزات وثقتها منظمات غير حكومية وإفادات فارين. وتستهدف الدعاوى القضائية النظام السوري، واعتبرت المحكمة أن السوري أنور رسلان (58 عاما) مسؤول عن مقتل معتقلين وتعذيب آلاف الآخرين في معتقل سري للنظام في دمشق، وذلك بين 2011 و2012. هذا المركز أشير إليه على أنه تابع لقسم التحقيقات-الفرع 251 والمعروف باسم “أمن الدولة – فرع الخطيب” في دمشق.
ويعد هذا الحكم هو الثاني، الذي يصدره القضاء الألماني في هذه المحاكمة بعد إدانة ضابط آخر من المخابرات السورية أدنى رتبة في فبراير/ شباط 2021.
وأسفرت هذه المحاكمة التي قسّمت إلى جزئين في بداية العام، في 24 فبراير/ شباط عن صدور حكم بإدانة عضو سابق في أجهزة الاستخبارات، لكنه من رتبة أدنى، وذلك بتهمة “التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية”، في إدانة كانت الأولى من نوعها.
إلى ذلك، وفي الجزء الأول من هذه المحاكمة التي تحظى باهتمام كبير من الجالية السورية الكبيرة في المنفى، قضت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنس بسجن إياد الغريب، العضو السابق في جهاز المخابرات، أربع سنوات ونصف سنة إثر إدانته بتهمة اعتقال متظاهرين في 2011 ونقلهم إلى سجن فرع الخطيب حيث تعرضوا للتعذيب.
وعن موقف المحكوم، فقد التزم الصمت خلال مدة المحاكمة، التي بدأت في 23 نيسان/أبريل 2020، وفي أيار/مايو 2020، تلا محاموه إفادة خطّية نفى فيها هذا الضابط السابق مشاركته في تعذيب المعتقلين وقتلهم. وما انفك وكلاء الدفاع يذكّرون بأن موكلهم انشق في 2012 وحاول التخفيف من معاناة المعتقلين.
وكشفت قضية رسلان حين تعرف عليه في أحد شوارع العاصمة الألمانية مواطن سوري آخر هو أنور البني، المحامي والمعارض الذي يقوم الآن بمطاردة المتعاونين السابقين مع النظام اللاجئين في أوروبا.
ولمحاكمة هؤلاء السوريين، تطبق ألمانيا المبدأ القانوني للولاية القضائية العالمية الذي يسمح لقضائها بمحاكمة مرتكبي الجرائم الخطرة، بغض النظر عن جنسيتهم أو مكان ارتكاب الجرائم.