بغداد – (رياليست عربي): قال مراقبون عراقيون، إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فجر الأحد في مقر إقامته بالمنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة بغداد، تقف وراءها قوى إقليمية لها تدخلات كبيرة في العراق ومجاورة للبلاد، ولها ميليشيات وفصائل موالية في البلاد، تعرضت لخسارة كبيرة في الانتخابات البرلمانية التي تمت مؤخراً.

ونجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال فاشلة، بواسطة طائرة مسيرة مفخخة، استهدفت فجر الأحد مقر إقامته في في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، في هجوم لم تتبناه أية جهة، ورد عليه الكاظمي بالدعوة إلى “التهدئة وضبط النفس”.
وتزامن الهجوم مع وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة.
وتأتي تلك المحاولة، عقب مواجهات اندلعت الجمعة بين متظاهرين مناصرين لفصائل موالية لإيران كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات والقوات الأمنية التي تصدت لمحاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء حيث يعتصمون أمام اثنتين من بواباتها الأربع منذ أكثر من أسبوعين.

وأشارت مصادر عراقية، في تصريحات خاصة، إلى أن أسلوب الاغتيال الذي استهدف “الكاظمي” تستخدمه دولة مجاورة للعراق، عبر معارك وحروب لميليشيات تابعة لها ليس في العراق فقط، ولكن أيضاً في اليمن.
وقالت قيادة العمليات المشتركة بالعراق، إن رئيس الوزراء، الذي يتولى السلطة منذ مايو/ أيار 2020، تعرض فجر الأحد لمحاولة اغتيال فاشلة بواسطة طائرة مسيرة مفخخة استهدفت مكان إقامته، مؤكدة أنه لم يصب بأذى وهو بصحة جيدة، وقد وسارع “الكاظمي” إلى طمأنة العراقيين على سلامته ودعوتهم للتهدئة، وقال في تغريدة على تويتر: “أنا بخير والحمد لله وسط شعبي، وأدعو إلى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق”.

والمنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، تضم أيضاً سفارة الولايات المتحدة، تتعرض أحياناً لقصف بصواريخ، في هجمات لا يتبنّاها أيّ طرف، لكن غالباً ما تتّهم واشنطن فصائل موالية لإيران بالمسؤولية عنها.
ويحتج متظاهرون في الأيام الأخيرة، على ما وصفوه بـ “تزوير” يقولون إنه شاب الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مطالبين بفرز كامل للأصوات، بعدما سجل تحالف الفتح الممثّل للحشد الشعبي تراجعاً كبيراً بحسب النتائج الأولية، حيث لم تصدر بعد النتائج النهائية الرسمية للانتخابات، حيث لا تزال المفوضية العليا للانتخابات في المراحل الأخيرة من إعادة فرز الأصوات بناء على طعون قدمت لها، قبل رفعها للمحكمة المختصة وإعلان النتائج النهائية.
وكان قد أفاد مصدر أمني، أن محاولة الاغتيال التي استهدفت “الكاظمي”، تمت بثلاث طائرات مسيرة، أسقطت منها قوات حماية رئيس الوزراء الأمنية اثنتين، فيما انفجرت الثالثة وألحقت أضراراً بمنزله، وذلك بحسب وكالة “فرانس برس”، موضحاً أن الطائرات الثلاث انطلقت من جهة نهر دجلة قرب جسر الجمهورية المقابل للمنطقة الخضراء المحصنة حيث يقع منزل الكاظمي ومقرات حكومية وسفارات غربية لا سيما سفارة الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار المصدر إلى أن بطاريات “سي رام” الدفاعية الأمريكية لم يكن لها فاعلية مع الهجوم، نظراً لبعد المسافة بين منزل “الكاظمي” والسفارة الأمريكية، حيث أن المنظومة مخصصة للعمل على حماية السفارة الأمريكية والمباني المحيطة بها من ضمنها قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي.
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي المولود في بغداد في 1967، هو رئيس سابق لجهاز المخابرات العراقي الذي تسلم إدارته في يونيو/ حزيران 2016، في عز المعارك ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، ونسج خلال وجوده في هذا الموقع الإستراتيجي الذي أبعده عن الأضواء، روابط عدة مع عشرات الدول والأجهزة التي تعمل ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وكان “الكاظمي” الذي درس القانون في العراق، صحفياً وناشطاً مناهضاً للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين من أوروبا التي لجأ إليها هرباً، حيث عاش سنوات في المنفى لكنه لم ينضم إلى أي من الأحزاب السياسية العراقية، وبعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، عاد إلى العراق ليشارك في تأسيس شبكة الإعلام العراقي، تزامناً مع دوره كمدير تنفيذي لـ”مؤسسة الذاكرة العراقية”، وهي منظمة تأسست لغرض توثيق جرائم نظام حزب البعث.
خاص وكالة رياليست.