واشنطن – (رياليست): في الوقت الذي تمر فيه الذكرى الـ20 لافتتاح سجن غوانتانامو الأمريكي، تعالت أصوات جماعات حقوقية دولية تدعو لإغلاقه، في ظل اتهامات للولايات المتحدة باستمرار الاحتجاز التعسفي لمئات الأشخاص وتعذيب العشرات.
ويقع معتقل غوانتانامو سيء السمعة في خليج يحمل نفس الاسم، بدأت السلطات الأمريكية باستعماله في سنة 2002، عقب الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة في 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين، ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، وذلك في أقصى جنوب شرق كوبا على بعد 90 ميل عن فلوريدا، ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول أن هذا المعتقل يمثل همجية هذا العصر، ويعتبر مراقبون أن معتقل غوانتانامو تنمحي فيه جميع القيم الإنسانية وتنعدم فيه الأخلاق ويتم معاملة المعتقلين بقساوة شديدة مما أدى إلى احتجاج بعض المنظمات الحقوقية الدولية إلى استنكارها والمطالبة لوقف حد لهذه المعاناة وإغلاق المعتقل بشكل تام.
وتزامن مع مطالب الإغلاق، موافقة الحكومة الأمريكية على إطلاق سراح خمسة سجناء آخرين من “غوانتانامو”، وفق وثائق نشرتها وزارة الدفاع على الإنترنت هذا الأسبوع، علما أن ثلاثة من المسجونين الخمسة يمنيون وواحد صومالي وواحد كيني، وأمضى هؤلاء الخمسة مجتمعين 85 عاماً في هذا السجن، وتقرر إطلاق سراح المحتجزين الخمسة الذين لم توجه اتهامات إليهم على الإطلاق، بعد مراجعة قضاياهم في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول الماضيين، من بين ما مجموعه 18 من 39 رجلاً ما زالوا محتجزين في السجن الواقع في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا.
وخلال السنوات العشرين الماضية احتجز ما مجموعه 780 شخصاً في غوانتانامو، وغالبية هؤلاء أفرج عنهم بعدما اعتقلوا لأكثر من 10 سنوات من دون أن توجه إليهم أي تهمة قضائية.
وكان قد دعا خبراء مستقلون منتدبون من الأمم المتحدة، الولايات المتحدة إلى إغلاق معتقل غوانتانامو الذي يشهد “انتهاكات متواصلة لحقوق الإنسان” منذ افتتحته واشنطن قبل 20 عاماً في إطار ما يسمى بـ “الحرب على الإرهاب”، وفي بيان مشترك قال الخبراء الذين انتدبتهم الأمم المتحدة لكنهم لا يتحدثون باسمها، إن “عشرين سنة من اعتقالات تعسفية من دون محاكمات، مصحوبة بتعذيب أو سوء معاملة، هي ببساطة أمر غير مقبول لأي حكومة، ولا سيما لحكومة تدعي حماية حقوق الإنسان”.
خاص وكالة رياليست.