مقديشو – (رياليست عربي): فشل الهجوم الأخير واسع النطاق من قبل القوات الحكومية الصومالية في إضعاف القدرة القتالية لمجموعة حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة (المحظور في الاتحاد الروسي)، ونفذ المسلحون سلسلة من الهجمات المنسقة في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد.
كان الهدف الرئيسي للهجمات هو القواعد العسكرية ونقاط الانطلاق التي كانت الحكومة ستستخدمها لشن هجوم جديد.
في المناطق الحدودية لولاية أرض الصومال غير المعترف بها، تستمر الاشتباكات في لاسانود، قد يؤدي المزيد من تصعيد النزاع إلى مشاركة بونتلاند، التي تربطها علاقات عشائرية وثيقة بالمتمردين، في القتال.
معركة المواجهة
نفذ مقاتلو حركة الشباب سلسلة من الهجمات على قواعد ومواقع عسكرية للجيش الوطني الصومالي في المحافظات الوسطى من البلاد: شبيلي السفلى، بنادير، شبيلي الوسطى ومودوغ.
وذكر ممثلو وزارة الدفاع أنه تم صد جميع الهجمات وتم إقامة نقاط عبور رئيسية في وسط البلاد، بدورهم، أعلن المتطرفون عن تدمير عشرات من العسكريين الصوماليين، فضلاً عن مصادرة أسلحة ومعدات.
كما تعرضت حامية للقوات الحكومية بالقرب من مقديشو لهجوم من المسلحين: بدأ الهجوم بتفجير انتحاري ذاتياً، تلا ذلك معركة إطلاق نار. وبحسب الجماعة، قُتل 38 مقاتلاً من الجيش الوطني الصومالي.
بالإضافة إلى ذلك، نظم الإرهابيون عمليات قتل لأبرز أنصار القتال ضد الجماعة: الإمام الشيخ مختار عبدي حمود في مقديشو ورجل الأعمال عبد الله حسن عوالي في بلدوين.
ونفذت القوات الحكومية، بدعم من الطيران الأمريكي، عدة عمليات رداً على الهجمات المتزايدة للمتطرفين الإسلاميين.
كما هاجمت القوات الصومالية قواعد للمتشددين في إقليم مدج الجنوبي، وبحسب الأرقام الرسمية، فقد تم تصفية 117 عضوا من حركة الشباب.
بدورها، أعلنت القيادة الأفريقية للقوات المسلحة الأمريكية، تدمير خمسة إسلاميين متطرفين نتيجة غارة جوية في منطقة البقاعدين.
وفي محيط جديلي، ألقت القوات الحكومية القبض على أحد قادة الجماعة، سلمان ددير، الذي كان مسؤولاً عن توريد وتصنيع المتفجرات.
أما في جنوب غرب الصومال، نفذ المتطرفون الإسلاميون سلسلة من الهجمات على القواعد العسكرية الحكومية في جوبالاند.
وبحسب المسلحين، قُتل 43 جندياً صوماليًا نتيجة هجوم على وحدة عسكرية في أفمادو، وفي بارسونغوني، استولى الإرهابيون على نقطة عبور مهمة للقوات الحكومية.
بدورها، نفذت القوات المسلحة لجبالاند عملية انتقامية ضد حركة الشباب، حيث استهدفت مواقع المجموعة في منطقة كونبي.
وفي شمال البلاد، نظم مجهولون هجوماً إرهابياً في مطعم في مدينة بوساسو، قتل صاحب المنشأة، وأصيب سبعة زوار، بينهم خمسة من القوات الحكومية.
الوضع في أرض الصومال
أعلنت قيادة أرض الصومال وقف إطلاق النار في لاسانود، كما طالب المتمردون رداً على انسحاب القوات من مناطق سول وسناج وعين الحدودية، فضلاً عن تقديم اعتذار عن اتهام سكان المدينة بالإرهاب.
وقال المتحدث باسم جيش أرض الصومال، عبد الرحمن عبد الله حسن، إنه خلال الأيام الماضية، تم انتهاك وقف إطلاق النار بشكل منهجي حول التورط في أحداث جماعة الشباب.
وجدير بالذكر أن الأزمة الإنسانية تفاقمت في المدينة: فقد نفدت إمدادات الغذاء والمياه النظيفة والأدوية منذ بداية الصراع، حسب المعطيات الرسمية فقط، هناك 57 قتيلاً وأكثر من 400 جريح، في الوقت نفسه، تمت إزالة المنظمات الخيرية من المدينة، وأكثر من 185 ألف نسمة نصيب الأسد منهم من النساء والأطفال.
وفي عاصمة ولاية هرجيسا غير المعترف بها، انعقد اجتماع للحزب الحاكم والمعارضة، نتج عنه إعلان الطرفين بشكل عام عن الحاجة إلى حل سلمي للنزاع في لاسانود.
كما حذرت حكومة أرض الصومال بونتلاند من اندلاع صراع عسكري في حال إدخال قوات لدعم المتمردين في لاسانود.