باريس – (رياليست عربي): استعرضت فرنسا قوتها العسكرية، من خلال إرسال الفرقاطة الجديدة أوفيرن إلى شرق البحر المتوسط، في تأكيد على ما قال قبطان السفينة إنها الأهمية التي توليها باريس لضمان أمن واستقرار المنطقة، طبقاً لوكالة “فرانس برس“.
ستنتشر الفرقاطة أوفيرن في شرق البحر المتوسط حتى يناير لجمع معلومات استخباراتية “لإظهار مدى أهمية احترام القانون الدولي وخاصة حرية الملاحة” بالنسبة لفرنسا، طبقاً لتصريحات الكابتن بول ميرفييو دي فينو خلال تصريحات له من ميناء لارنكا القبرصي، مضيفاً أن هذا الانتشار يؤكد أهمية هذا الجزء من البحر الأبيض المتوسط لفرنسا، واستعداد البلاد للإسهام في استقرار هذه المنطقة الاستراتيجية.
ورأى بعض المحللين أن اختيار قبرص لرسو الفرقاطة يأتي لدعم العمليات البحرية الفرنسية، إلى جانب سماح قبرص لفرنسا بأن تستخدم طائراتها القاعدة الجوية على الطرف الجنوبي الشرقي من الجزيرة، كما سمحت للسفن الفرنسية باستخدام مرفأها البحري الجنوبي والذي يخضع لعملية تطوير حالياً، وفي هذا الأمر رسائل عسكرية واضحة تعمل باريس على إيصالها للخصم التركي في وقت يبدو أن إحياء ملف شرق المتوسط قد عاد ليتصدر واجهة الأحداث.
بالتالي، إن فرنسا حريصة أيضاً على إظهار وجودها كي ترسل لتركيا إشارات بضرورة عدم التدخل في عمليات الحفر والتنقيب البحرية التي ستقوم بها شركة الطاقة الفرنسية “توتال” وشريكتها الإيطالية “إيني” العام المقبل في المياه الواقعة قبالة الساحل الجنوبي لقبرص، ولكي يتم ذلك أظهرت فرنسا ترسانتها العسكرية المتطورة التي يمكن أن تصد أي محاولات عدائية من أي طرفٍ كان.
تأتي هذه المعلومات ارتباطاً مع ما حدث في العام 2018، عندما منعت تركيا سفينة حفر استأجرتها “إيني” من إجراء عمليات حفر استكشافية في المياه الواقعة جنوب شرق قبرص التي لا تعترف بها أنقرة.
بالتالي، تريد فرنسا (ماكرون) ملء الفراغ الحاصل في منطقة شرق المتوسط وأفريقيا أيضاً، وعودتها إلى الساحة من مدخل القوة العظمى التي تستطيع فرض هيمنتها وبذلك تقطع الطريق على تركيا (أردوغان) الذي اعتقد أنه استفرد في المنطقة.