واشنطن – (رياليست عربي): اتخذت الأزمة الأوكرانية شكل حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن الوضع السياسي الداخلي في أمريكا يثير مخاوف من أن البلاد قد لا تخرج منتصرة من القتال.
منذ بداية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، ارتفعت أسعار الطاقة العالمية بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة التضخم العالمي، وزادت تكلفة المتر المكعب من الغاز في أوروبا 8 مرات بسبب عدم اليقين بشأن مستقبل الإمدادات من روسيا، وفي الوقت نفسه، سمحت ثورة الغاز الصخري في الولايات المتحدة للبلاد بتعزيز مكانتها – فقد وصلت أسعار الغاز الصخري الأمريكي كحد أقصى في أكثر من 10 سنوات.
في الوقت نفسه، تخوض الولايات المتحدة وروسيا صراعاً دبلوماسيا مريراُ حيث تستخدم موسكو مجموعة البريكس لتقوية نفوذها، وتسير الأمور بنجاح أكبر مما كان يعتقده الخبراء الغربيون سابقاً.
ومع ذلك، فإن أهم عامل في تحديد نتيجة “الحرب الباردة الجديدة” هو الاستقرار الداخلي، علاوة على ذلك، إذا استمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السيطرة على العمليات في إدارته، فإن الفوضى في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة هي ببساطة مذهلة.
حيث أن تصنيف الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن عند مستوى منخفض قياسي – في حدود 30٪، والنظام القضائي الأمريكي الذي حافظ تاريخياً على الاستقرار حتى في مواجهة عدم الثقة في الحكومة، واجه اضطرابات قوية، وهكذا، تسبب قرار المحكمة العليا ضد حق المرأة في الإجهاض في توتر اجتماعي، حيث كان رد فعل أكثر من 60٪ من الأمريكيين سلبياً على الحكم وهناك احتمال أن يصل انعدام الثقة في الحكومة إلى مستوى حرج.
وقد حذرت باربرا والتر أستاذة العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا من أن خطر نشوب حرب أهلية يتزايد في الولايات المتحدة، وأكدت استطلاعات الرأي التي أجرتها جامعة شيكاغو في يونيو/ حزيران مخاوفها، حيث قال غالبية الأمريكيين أن الحكومة فاسدة وتنتهج سياسات معادية للشعب، وعندما سئل عما إذا كان الناس سيحملون السلاح ضد الحكومة في المستقبل القريب، أجاب 28٪ بالإيجاب.
بالتالي، من غير المعروف ما إذا كانت حرب أهلية ستندلع في الولايات المتحدة، ولكن إذا لم يتحسن الوضع مع الانقسام الداخلي الخطير، فإن الانتصار على روسيا في حرب باردة جديدة سيكون مستحيلاً.