موسكو – (رياليست عربي): قال المحلل السياسي والمستشرق نزار فرسخ، إنه يمكن تفسير الضربات الإسرائيلية في لبنان واليمن، فضلاً عن عدم التدخل الأميركي، برغبة الحكومة في إثبات قدرتها على الدفاع عن نفسها بشكل مستقل، من دون مساعدة غربية.
وأضاف قائلاً: أعتقد أن الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بفعل ما تريد في هذا الصدد لأنهم تلقوا ضربة مباشرة في تل أبيب، وهذا أظهر للعالم مدى ضعف الدفاعات الإسرائيلية، ولذلك فإن إسرائيل ستحاول استعادة شرفها من خلال الدفاع عن نفسها”.
ووصف الخبير السياسي هذا التوجه بـ “العقيدة العسكرية” التي تدعمها رغبة حكومة البلاد في الدفاع عن نفسها بشكل مستقل.
لقد أرادوا دائماً الحصول على ما يكفي من الأسلحة والقدرات الكافية للدفاع عن أنفسهم ضد جميع أعدائهم في وقت واحد دون مساعدة غربية، وأكد المحلل السياسي أن كل شيء بدأ الآن في الانهيار لأنهم فشلوا.
إن الهجمات على لبنان واليمن وإيران والعراق يتم تبريرها من خلال حقيقة أن الصواريخ يتم إطلاقها من هذه البلدان باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وجدير بالذكر أنه في 20 يوليو/تموز، تعرض ميناء الحديدة في اليمن لقصف إسرائيلي عنيف، واندلعت حرائق كبيرة نتيجة الهجوم، ولوحظ أنه تم استخدام ما لا يقل عن 12 طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في الغارة على ميناء المدينة اليمنية، وتبين فيما بعد أنه نتيجة للغارة الإسرائيلية على الحديدة، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 87 آخرون، ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أهمية الضربة على اليمن بأنها واضحة، بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها بأي وسيلة ضرورية.
ورداً على ذلك، أفاد الحوثيون اليمنيون التابعون لحركة أنصار الله أنهم يعتزمون الرد على إسرائيل بشن غارات جوية على ميناء الحديدة، وأدانت الحركة اليمنية الضربات الإسرائيلية على أهداف مدنية في الحديدة، والتي “أدت إلى ارتفاع عدد الضحايا والجرحى” في صفوف المدنيين، وأشار المحلل السياسي موفسيس غازاريان، في تعليقه على الوضع في محادثة مع إزفستيا، إلى أن الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن يمكن تفسيره على أنه جولة جديدة في تطور الصراع في الشرق الأوسط.
وفي اليوم نفسه، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الضربات الإسرائيلية على ميناء مدينة الحديدة اليمنية، ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الهجوم الإسرائيلي وما تلاه من تدمير للبنية التحتية المدنية في الحديدة بأنه “مظهر من مظاهر الطبيعة العدوانية للنظام الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال”.
كما أعربت مصر عن قلقها إزاء الضربات الجوية الإسرائيلية في اليمن ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، وحثت وزارة الخارجية المصرية على منع احتمال انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى حالة من الفوضى، وبالإضافة إلى ذلك، دعت الوزارة أيضاً الدول الأخرى إلى التدخل في الصراع وإجبار إسرائيل على وقف العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني والدول الأخرى الداعمة لفلسطين.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بدأ الحوثيون اليمنيون، احتجاجاً على الإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة، بمهاجمة السفن في البحر الأحمر، وفي ليلة 12 يناير/كانون الثاني، رداً على تصرفاتهم، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى هجوماً على أهداف للحوثيين في اليمن، وقال البيت الأبيض إن الضربات كانت دفاعية بطبيعتها، كما زُعم في ذلك الوقت أن الضربات نُفذت لحماية المحاكم الدولية.