أوسلو – (رياليست عربي): في خطوة مثيرة للتساؤلات، تفكر النرويج في استخدام صندوقها السيادي الضخم الذي يُعتبر الأكبر في العالم لدعم أوكرانيا بشكل أكبر، بعد تراجع الدعم العسكري الأمريكي وسط تقلبات سياسية وأمنية في المنطقة.
وبحسب موقع “يورأكتيف”، فقد خصصت النرويج حتى الآن 3.35 مليار يورو لمساعدة أوكرانيا، وهو مبلغ يعتبر ضئيلاً مقارنة بالدول الإسكندنافية الأخرى مثل الدنمارك والسويد، حيث قدمت الأولى 5.41 مليار يورو والثانية 8.05 مليار يورو.
هذا الفارق في الإنفاق أثار ردود فعل غاضبة في النرويج، حيث وصف العديد من الخبراء السياسيين المبلغ الذي تم تخصيصه لأوكرانيا بـ “المستفز”، وقد طالب زعماء سياسيون في البلاد بزيادة الدعم، إذ دعا جوري ميلبي، زعيم الحزب الليبرالي النرويجي، إلى مضاعفة الدعم فوراً، مؤكداً أن النرويج لديها موارد مالية ضخمة يمكن استثمارها لتعزيز هذا الجهد.
وأضافت إيرنا سولبرغ، رئيسة الوزراء السابقة، أن الدعم يجب أن يتضاعف بسرعة وأن الحكومة يمكنها أن تعتمد على دعم البرلمان لهذا التوجه.
وفي الوقت نفسه، كان هناك دعوات أخرى من سياسيين مختلفين لزيادة النفقات الدفاعية في البلاد بشكل عام. إذ طالبت سيلفي ليستهاوج، زعيمة حزب التقدم، بأن ترفع النرويج مخصصات الدفاع من 2% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، كما اقترحت زعيمة حزب الخضر تخصيص 85.5 مليار يورو لأوكرانيا في هذه المرحلة الحرجة.
وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث تواجه أوروبا ضغوطاً متزايدة على خلفية التوترات السياسية بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما قد يشير إلى تراجع الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا.
في هذا السياق، ترى النرويج أن عليها القيام بدور أكبر لتعويض هذا النقص، حيث أشار رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور إلى أن الحكومة ستقدم قريباً اقتراحاً لزيادة الدعم لأوكرانيا في البرلمان.
فيما يتوقع أن يتزايد الدعم من النرويج، سيتم طرح اقتراح في البرلمان لزيادة الدعم إلى 11.5 مليار يورو عبر تخصيص 100 مليار كرونة نرويجية هذا العام، وهو ما يعكس التزام النرويج المتزايد بمساندة أوكرانيا في ظل هذه الظروف المتقلبة.