عمّان – (رياليست عربي): أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الوجود الروسي في جنوب سوريا كان مصدراً للتهدئة، مشيراً إلى أن الفراغ الذي ستتركه روسيا هناك ستملؤه إيران ووكلاؤها.
وأضاف العاهل الأردني في مقابلة مع معهد هوفر أن بلاده أمام تصعيد محتمل على حدودها مع سوريا، وما يعزز هذا الأمر هو انتشار الفوضى في الجنوب السوري، في ضوء مطالبة إسرائيل قبيل الانسحاب الروسي، بإبعاد القوات الإيرانية عن المناطق الجنوبية في البلاد، وبالأمس تحديداً، حدثت عملية اغتيال في درعا جنوب سوريا، حيث تم اغتيال، أبناء عمومة عضو مجلس الشعب السوري، خالد العبود واللذين يشغلان منصبان حزبيان في المحافظة.
وأوضح الملك عبدالله أن هناك تنسيقاً عربياً لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة دون الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية لحلها، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وأتت تصريحات ملك الأردن بعد تقارير تفيد باستغلال إيران انشغال الروس في العملية العسكرية بأوكرانيا، لتتوسع وسط سوريا ومناطق أخرى.
إلا أن هذا الأمر ليس حقيقياً خاصة وأن التواجد الإيراني كان في سوريا قبل العام 2015 أي قبل مجيء القوات الروسية، وشاركت القوات الإيرانية في معارك كثيرة قبل هذا التاريخ بسنوات، وهناك اتفاقية دفاع عسكري مشترك بين دمشق وطهران، ومؤخراً زار الرئيس السوري بشار الأسد إيران للتنسيق ما بعد الخروج الروسي، ما يعني أن فرضية انتشار القوات الإيرانية أو وكلائها هي مسألة ليست جديدة وغير مفاجئة لكنها تغيب تفاصيل العلاقات السورية – الإيرانية وتهميشها رغم أنها واقع مثبت.
مع الإشارة إلى أن نقطة الانسحاب الروسي ليست واضحة بشكلها الكامل، لأن الانسحاب هو جزئي لا كلي، في ظل وجود قواعد عسكرية روسية، سواء في ميناء طرطوس أو قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، فضلاً عن قاعدة مطار القامشلي شمال شرق البلاد، والإشارة الأخرى، هي أن وتيرة المعارك الميدانية انخفضت بواقع كبير جداً عن السنوات الماضية، فالتواجد العسكري الكبير لأي جهة هو أمر غير ضروري في الوقت الراهن.