سان فرانسيسكو – (رياليست عربي). يجبر التوسع السريع في استخدامات الذكاء الاصطناعي شركات التكنولوجيا والحكومات على إعادة التفكير جذرياً في كيفية بناء وتشغيل مراكز البيانات — العمود الفقري للاقتصاد الرقمي — في ظل تصاعد الطلب الذي يضغط على شبكات الكهرباء وإمدادات المياه والقيود البيئية.
وتدعم مراكز البيانات تقريباً كل خدمة رقمية، لكنها تستهلك كميات هائلة من الطاقة وموارد التبريد. ومع تسارع أحمال العمل المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، يحذر خبراء من أن البنية التحتية الحالية قد تصل إلى نقطة اختناق. وقالت سيمون لارسون، رئيسة الذكاء الاصطناعي المؤسسي في Lenovo، إن «هناك نقطة تحوّل قادمة لن تعود عندها هندسة مراكز البيانات الحالية صالحة للغرض».
وأظهر استطلاع حديث أجرته لينوفو أن غالبية مسؤولي تكنولوجيا المعلومات يضعون خفض استهلاك الطاقة ضمن أولوياتهم، إلا أن أقل من نصفهم يعتقدون أن تصاميم مراكز البيانات الحالية تلبي أهداف الاستدامة. ونتيجة لذلك، تتجه الشركات والمصممون إلى حلول غير مألوفة، من بينها إنشاء منشآت تحت الأرض داخل أنفاق مهجورة، وتطوير «قرى بيانات» معيارية تعيد استخدام الحرارة المهدرة لتدفئة المنازل والمباني العامة، بل وحتى دراسة مراكز بيانات مدارية تعمل بالطاقة الشمسية.
وبدأت بعض هذه الأفكار بالخروج من حيز النظريات. فقد سبق لـ Microsoft أن اختبرت مركز بيانات تحت سطح البحر للاستفادة من التبريد الطبيعي، بينما يعمد مشغلو مراكز بيانات في أوروبا بشكل متزايد إلى تحويل الحرارة الفائضة إلى شبكات التدفئة السكنية. وفي المقابل، تظل المشاريع الأكثر طموحاً — المدعومة من شركات مثل Google و Alibaba و Nvidia — والتي تدرس إمكانات الحوسبة الفضائية، رهينة كلف مرتفعة وعقبات تقنية تجعلها خيارات بعيدة المدى.
ويحذر خبراء من أن كثيراً من هذه التصاميم المقترحة قد يستغرق عقوداً قبل أن يصبح قابلاً للتطبيق على نطاق واسع، إذ يتطلب تغييرات تنظيمية كبيرة، وتحديثات لشبكات الكهرباء، وتوسيعاً في قدرات الطاقة المتجددة. ومع ذلك، يرى محللون أن الحلول الجزئية لن تكون كافية. فمع استمرار توسع الذكاء الاصطناعي، تتزايد الضغوط لإعادة تصميم مراكز البيانات من الأساس — أو المخاطرة بتحول البنية التحتية التي تغذي ثورة الذكاء الاصطناعي إلى أبرز قيودها.






