باريس – (رياليست عربي): أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رؤيته الطموحة لأوروبا قادرة على حماية مصالحها والدفاع عن قيمها بشكل مستقل، وذلك خلال كلمة ألقاها في العاصمة باريس. جاءت هذه التصريحات في سياق النقاشات الدائرة حول مستقبل الاتحاد الأوروبي ودوره على الساحة الدولية، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة.
أكد ماكرون على ضرورة أن تتبنى أوروبا سياسة خارجية وأمنية موحدة تمكنها من لعب دور فاعل في حل الأزمات الدولية، دون الاعتماد الكلي على الحلفاء التقليديين. وشدد على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تعزيز القدرات الدفاعية للاتحاد وتطوير صناعات عسكرية أوروبية متكاملة، مع الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية مع حلف شمال الأطلسي.
من جهة أخرى، تناول الرئيس الفرنسي موضوع السيادة الاقتصادية الأوروبية، داعياً إلى تقليل الاعتماد على القوى الخارجية في المجالات الحيوية مثل الطاقة والتكنولوجيا. وأوضح أن أوروبا تمتلك كل المقومات اللازمة لتصبح قوة صناعية وتكنولوجية رائدة، شرط توحيد الجهود وزيادة الاستثمارات في البحث والابتكار.
في الإطار ذاته، حذر ماكرون من مخاطر الانقسامات الداخلية التي تعيق تقدم المشروع الأوروبي، مشيراً إلى ضرورة التغلب على الخلافات بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات المشتركة. كما دعا إلى إصلاح هيكلي للمؤسسات الأوروبية يجعلها أكثر فعالية واستجابة لمتطلبات المواطنين.
المراقبون السياسيون يرون في هذه الخطاب استمراراً للرؤية التي يتبناها ماكرون منذ سنوات لتعزيز الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي، خاصة في ظل التغيرات في التحالفات الدولية وتصاعد المنافسة بين القوى العظمى. وتأتي هذه الدعوات في وقت تشهد فيه أوروبا جدلاً حاداً حول سبل تحقيق التوازن بين العلاقات مع الولايات المتحدة من جهة، والحفاظ على مصالحها الخاصة من جهة أخرى.