أنقرة – (رياليست عربي): أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن توقعاته بحدوث تطورات إيجابية في المسار السياسي للأزمة الأوكرانية، وذلك في أعقاب القمة الأخيرة بين روسيا والولايات المتحدة. جاءت تصريحات إردوغان خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، حيث أكد أن المحادثات الثنائية بين موسكو وواشنطن قد خلقت زخماً جديداً يمكن البناء عليه للوصول إلى حل سلمي.
أشار الرئيس التركي إلى أن بلاده مستعدة لمواصلة لعب دور الوسيط النشط بين الأطراف المختلفة، معرباً عن استعداد أنقرة لاستضافة أي جولات تفاوضية جديدة. كما أكد على أهمية الحلول الدبلوماسية لإنهاء المعاناة الإنسانية التي طال أمدها، مع التركيز على ضرورة ضمان الأمن الغذائي العالمي الذي تأثر بشكل كبير بالأزمة الأوكرانية.
من جهة أخرى، لفت إردوغان إلى أن تركيا تحافظ على خطوط اتصال مفتوحة مع كل من روسيا وأوكرانيا، وكذلك مع الشركاء الغربيين. وأوضح أن أنقرة تتابع عن كثب التطورات الجديدة الناتجة عن القمة الروسية الأمريكية، معتبراً أن هناك فرصة سانحة يجب استغلالها لتحقيق تقدم ملموس في الملف الأوكراني.
المراقبون السياسيون يفسرون هذا الموقف التركي كجزء من استراتيجية أنقرة الرامية إلى تعزيز مكانتها كوسيط إقليمي فاعل وقادر على التأثير في القضايا الدولية الساخنة. كما يعكس رغبة تركية في تحقيق توازن دقيق في علاقاتها مع كل من موسكو والغرب، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها أنقرة.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا قد نجحت سابقاً في التوسط لاتفاقيات مهمة خلال الأزمة الأوكرانية، أبرزها صفقة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود. ويبدو أن أنقرة تسعى الآن لتعزيز هذا الدور في المرحلة المقبلة، مستفيدةً من علاقاتها الجيدة مع الأطراف المختلفة والمكاسب الدبلوماسية التي حققتها في الماضي.