موسكو – (رياليست عربي): أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ مكالمة هاتفية مطولة ناقشا خلالها مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والدولية، في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تربط بين البلدين. وجاءت هذه المحادثة لتؤكد على عمق العلاقات بين موسكو وبكين، والتي تشهد تطوراً متواصلاً على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.
خلال المكالمة، تطرق الزعيمان إلى سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في قطاعات الطاقة والتجارة والتكنولوجيا المتقدمة. وأكد بوتين على أهمية المشاريع المشتركة مثل خطوط أنابيب الغاز الطبيعي والاستثمارات الصينية في البنية التحتية الروسية، بينما أشاد جينبينج بالنمو المطرد في التبادل التجاري الذي تجاوز حاجز الـ200 مليار دولار سنوياً. كما ناقش الجانبان تعزيز التعاون في مجال الدفع بالعملات المحلية، كجزء من سياسة تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في المعاملات الثنائية.
تناول الحوار أيضاً عدداً من الملفات الدولية الساخنة، بما في ذلك الأزمات الجيوسياسية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. وأكد الزعيمان على ضرورة حل النزاعات عبر الحوار السياسي ورفض التدخلات الخارجية، مع التشديد على احترام سيادة الدول وقواعد القانون الدولي. كما تطرق النقاش إلى أهمية تعزيز التعاون في إطار منظمات مثل الأمم المتحدة ومجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، بهدف دفع نظام عالمي أكثر توازناً يقوم على التعددية القطبية.
وأعرب بوتين وجينبينج عن قلقهما إزاء التصعيد العسكري في بعض المناطق، مؤكدين على أن موسكو وبكين ستواصلان العمل معاً لتعزيز الاستقرار العالمي. كما ناقشا التحديات الأمنية المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى التعاون في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
واختتم الزعيمان المكالمة بالتأكيد على أن العلاقات الروسية الصينية تمثل نموذجاً للتعاون الاستراتيجي بين القوى الكبرى، قائماً على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأعربا عن تصميمهما على مواصلة التنسيق الوثيق في كافة المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين الروسي والصيني، ويسهم في تحقيق السلام والتنمية المستدامة على المستوى العالمي.