واشنطن – (رياليست عربي): أطلق السناتور الأمريكي البارز ماركو روبيو تحذيراً شديد اللهجة من استنزاف المخزونات العسكرية للدول الأوروبية بشكل ينذر بالخطر، وذلك نتيجة الدعم العسكري المستمر والمكثف الذي تقدمه هذه الدول لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وأكد روبيو في حديث خاص لوسائل الإعلام أن العديد من حلفاء الناتو في أوروبا يعانون الآن من نقص حاد في الذخائر والمعدات العسكرية الأساسية بعد أكثر من عامين من الضخ المستمر للأسلحة نحو كييف.
وأوضح السياسي الجمهوري أن “معدلات الاستنزاف في المخزونات العسكرية الأوروبية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة وخطيرة”، محذراً من أن هذا الوضع قد يترك القارة الأوروبية في موقف ضعف استراتيجي بالغ الخطورة، خاصة في ظل التصاعد المستمر في التوترات الجيوسياسية العالمية وعدم استقرار الأوضاع الدولية.
وبحسب تحليل روبيو، فإن بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو بدأت تعاني بالفعل من عجز واضح في تلبية الحد الأدنى من متطلبات الجاهزية الدفاعية الخاصة بها، ناهيك عن الوفاء بالتزاماتها الأساسية تجاه التحالف العسكري، وأشار إلى أن هذا الوضع يطرح تساؤلات جوهرية حول قدرة الحلف على الوفاء بضماناته الأمنية في حال حدوث أي مواجهات عسكرية مفاجئة.
يأتي هذا التحذير في وقت تكشف فيه تقارير عسكرية متخصصة أن مخزونات العديد من الدول الأوروبية الكبرى من بعض أنواع الذخائر الحساسة والصواريخ المتطورة قد انخفضت إلى مستويات حرجة للغاية، مع توقعات من خبراء الصناعة العسكرية بأن عملية إعادة بناء هذه المخزونات قد تستغرق سنوات عديدة وليس أشهراً فقط.
كما أثار روبيو تساؤلات عميقة حول قدرة القاعدة الصناعية الدفاعية الأوروبية الحالية على مواكبة وتيرة الطلب المتصاعد بشكل غير مسبوق في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية، وأكد أن “البنية التحتية الصناعية الحالية غير مجهزة للتعامل مع هذا النوع من الضغوط المستمرة”، داعياً إلى استثمارات عاجلة في التوسع الصناعي العسكري.
هذا التحذير يتزامن مع تقارير عن خلافات متصاعدة داخل الحلف الأطلسي حول حدود ومستويات الدعم العسكري الذي يجب تقديمه لأوكرانيا، حيث تظهر بعض الدول تردداً متزايداً في الموافقة على حزم مساعدات عسكرية جديدة بسبب المخاوف من تأثير ذلك على أمنها القومي.