رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

Русский/English/العربية

  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

د. محمد سيف الدين: الحر ب الإيرانية الإسرائيلية: هزيمة رابحة

د. محمد سيف الدين: إن الحرب الإيرانية الإسرائيلية هي الفصل الثاني من كتاب الشرق الأوسط الجديد بعد فصل الثورات العربية، ربما لم ينته مثلما خُطط له، لكن لا شك أن هناك فصلًا جديدًا سيتم التخطيط له مستقبلًا.

     
يونيو 26, 2025, 13:00
الآراء التحليلية
د. محمد سيف الدين: الحر ب الإيرانية الإسرائيلية: هزيمة رابحة

القاهرة – (رياليست عربي): في مفاجأة جديدة من مفاجآت الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” Donald Trump، أعلن مع الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، يبدأ بعد 6 ساعات، اعتبارًا من الساعة الواحدة حتى السابعة صباحًا ريثما ينتهي الطرفان من العمليات العسكرية، ثم يلتزمان الهدوء 12 ساعة كإشارة على انتهاء الحرب بينهما.

جاء هذا الاتفاق بعد حرب استمرت 12 يومًا، بدأتها إسرائيل باسم عملية “الأسد الصاعد” فجر الجمعة 13 يونيو، حيث شنت ضربة جوية مفاجئة على مناطق متعددة بالعاصمة طهران وعدد من المحافظات الرئيسية كإصفهان، وألبُرز، ومركزي، ومنشآت نطنز وأراك النووية.

جاءت هذه الضربة بعد أيام قليلة من إعلان وزير الاستخبارات الإيراني “إسماعيل خطيب” بأن عملاء المخابرات قد حصلوا على آلاف الوثائق الخاصة بالمعلومات الإستراتيجية والدفاعية والتكنولوجية والنووية الإسرائيلية، وكذلك مخططات العمليات الاستخباراتية، بالإضافة إلى وثائق تكشف علاقة تل أبيب بواشنطن وبعض العواصم الأوروبية.

أسفرت الضربة الإسرائيلية عن اغتيال عدد من قيادات الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية رفيعة المستوى؛ كان من بينهم اللواء “حسين سلامي” القائد العام للحرس الثوري، واللواء “محمد باقري” رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، والعميد “أمير على حاجي زاده” قائد القوات الجوفضائية بالحرس الثوري، بالإضافة إلى 6 علماء بارزين في مجالات الطاقة الذرية.

أحدثت هذه الضربة ربكةً شديدةً داخل النظام الإيراني، لكن سرعان ما تدارك الموقف، وبدأ ما أسماه عملية “الوعد الصادق 3” ردًا على الهجوم الإسرائيلي، حيث أمطر تل أبيب وحيفا بالصواريخ.

شرع الطرفان في تبادل الهجمات الصاروخية والضربات الجوية بالتزامن وعلى التوالي إلى أن قامت الولايات المتحدة بضربة جوية غير متوقعة فجر الأحد 22 يونيو على منشآت نطنز وفوردو وإصفهان النووية، أعلن بعدها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” القضاء على البرنامج النووي الإيراني نهائيًا.

مثلت الضربة الأمريكية منحىً جديدًا في مجريات الحرب مع دخول الولايات المتحدة جبهة القتال إلى جانب إسرائيل. توعدت إيران بالرد على الضربة الأمريكية، وجاءت متمثلة في قصف قاعدة “العُديد” الأمريكية بدولة قطر، مقر القيادة المركزية للولايات المتحدة “سنتكوم” في منطقة الشرق الأوسط، مساء يوم الاثنين 23 يونيو، أعقبه فجر اليوم التالي إعلان الرئيس الأمريكي عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران تم خرقه من قبل الطرفين عقب الدقائق الأولى من دخوله حيز التنفيذ لكنه لا يزال ساريًا حتى الآن.

بعيدًا عن النهاية المسرحية التي آلت إليها الحرب، وما صحبها من تصريحات “ترامب” العبثية عبر منصة “تروث سوشيال” Truth Social بأن الإيرانيين قد أبلغوه بموعد قصف قاعدة “العُديد” حتى يتم إخلاؤها من الجنود والمعدات، موجهًا لهم الشكر بعد أيام من التهديد والوعيد، وكذلك تصريحات قطرية أكثر عبثًا تشجب وتدين وتستنكف انتهاك مجالها الجوي وسيادتها أراضيها من قبل إيران، مع تأكيدها أن دولة قطر لن تتخلى عن دورها المحوري في حل النزاعات إيمانًا منها بالسلام، وهو ما فعلته بين إسرائيل وإيران!!

هذه الحرب التي أسماها ترامب “حرب الأيام الاثني عشر”، مَن ربحها؟ ومَن خسرها؟ عقب انتهاء هدنة الـ 12 ساعة، أعلن المرشد الأعلى “علي خامنئي” أن الشعب الإيراني سيُقيم احتفالات النصر في تمام الساعة السادسة مساءً في ميدان الثورة (انقلاب) بالعاصمة طهران، كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” Benjamin Netanyahu أن الشعب الإسرائيلي سيُقيم احتفالات النصر في تمام الساعة مساءً في ميدان “رابين” بالعاصمة تل أبيب، وهكذا فعلا.. إذًا ماذا نصف هذا المشهد العجائبي!!

الحقيقة أن كلاهما رابح وكلاهما خاسر في حساباته لا حساباتنا، فنحن نعيش في عالم يسوقه حفنة من المجانين والطغاة والمتآمرين، ما عاد المنطق يعرف له سبيلًا، وما عاد العقل يدرك له مغزىً.

هذه الخاتمة الهزلية جعلت البعض يرى الحرب الإيرانية الإسرائيلية كلها مسرحية تم الاتفاق على فصولها سلفًا، وهذا الأمر يحتاج منا إلى كلمة فصل حتى لا تختلط الأوراق، وتتحول المآسي إلى مهازل.

من المؤكد أن الهجوم الإسرائيلي على إيران يأتي في إطار خطتها الممنهجة للقضاء على محور المقاومة، معتبرةً دولة لها تاريخها ومكانتها وثقلها في منطقة الشرق الأوسط كإيران، ستفعل بها ما فعلته بحركة حماس الفلسطينية أو حزب الله اللبناني.

هذا الهجوم السافر أشعل فتيل حرب متبادلة بين الطرفين، ولم يكن مسرحية أو سيناريو متفق عليه بأي حال من الأحوال مثلما يروج له البعض الآن.

اغتيال قيادات الصف الأول في الحرس الثوري والقوات المسلحة، وعلماء بارزين في الفيزياء والهندسة النووية، وضرب البنية التحتية العسكرية والأمنية والاقتصادية، وقصف المنشآت النووية، ومنظمة الدفاع الجوي، وهيئة الإذاعة والتلفزيون على الهواء أمام مرأى ومسمع العالم، وجامعة “الإمام الحسين الشاملة” الخاصة بإعداد ضباط الحرس الثوري، واختتام كل هذا بقصف سجن “إيفين (اوين)” الخاص بالمعتقلين السياسيين، إلى جانب حرب إعلامية ونفسية مساقة من الخارج، ليس من المعقول أن يكون كل ما أسلفناه تمثيلية متفق عليها بين إيران وإسرائيل وأمريكا.

كانت إسرائيل تريد انهيار النظام الإيراني من الداخل تدريجيًا إلى أن يُسقِط نفسه بنفسه ويتآكل شيئًا فشيئًا، لكنها فشلت في ذلك رغم شبكة الجواسيس العنكبوتية التي نسج الموساد خيوطها في أركان النظام منذ سنوات.

وضع التدخل الأمريكي نقطة النهاية لهذه الحرب التي لم تعد مجدية لأي من الطرفين، وهو تدخل رمزي له عدة أسباب وأهداف لا تخص إيران وحدها، بل المنطقة بأسرها، سيأتي الحديث عنها لاحقًا.

كان من الضروري أن ترد إيران على انتهاك سيادتها من قبل الولايات المتحدة برد مماثل يحفظ ماء وجهها وهيبتها الإقليمية والدولية، يتم التنسيق له بطبيعة الحال مع الأطراف الفاعلة في المنطقة، لكن هذا الرد تحول إلى سيناريو ركيك تحت وابل تصريحات ترامب “المغرضة”.

إذًا مَن ربح في هذه الحرب ومَن خسر؛ إسرائيل أم إيران؟ الحقيقة هما الاثنان.

إذا بدأنا الحديث عن إسرائيل، فإنها انتصرت على إيران إستراتيجيًا، وكبدتها خسائر فادحة ضربت البنية التحتية الإستراتيجية بالبلاد، ولا شك أن هذه الخسائر ستلقي بظلالها على الاقتصادي الإيراني الهش خلال الفترة المقبلة، وسيدفع الكلفة الأكبر منها الشعب الإيراني عاجلًا أو آجلًا.

استطاعت إسرائيل كذلك تعويق البرنامج النووي الإيراني فترة من الوقت مع استهداف المنشآت النووية أكثر من مرة وتصفية عدد كبير من علماء الطاقة الذرية.  

إدراك مدى شعبية “النظام الثيوقراطي” في الشارع الإيراني أحد المكاسب المعلوماتية بالنسبة إلى إسرائيل. على الرغم من الحرب الإعلامية التي شنتها وكالات الأنباء الناطقة بالفارسية في الخارج، الممولة برءوس أموال أجنبية وخليجية، وسعت إلى نقل صورة مغايرة لما يحدث في إيران، فضلًا عن محاولات تلميع الأمير “رضا بهلوي الثاني” نجل الشاه، باعتباره البديل الأنسب للنظام الإيراني بعد سقوطه. 

أما المكسب الأكبر لإسرائيل في هذه الحرب بعيدًا عن إيران، كان صرف أنظار العالم عما يحدث في قطاع غزة، وتحول الأمر إلى واقع قائم لا رجعة فيه أو حل له. هذا فضلًا عن تغول إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط دون كابح أو لاجم أو رادع، وتحركاتها الجامحة دون حساب أو عقاب منذ بداية الحرب في غزة. 

أما عن الخسائر، فقد تداعت صورة إسرائيل التي لا تُقهر على مدار أيام الحرب أمام أنظار العالم تدريجيًا، فأصبحنا نرى مشاهد لا تختلف كثيرًا عما نراه في قطاع غزة. قتلى، وجرحى، ومباني منهارة، وقصف مستمر، ونيران مستعرة، ودوي صفارات إنذار ليلًا ونهارًا، وجموع غفيرة من الإسرائيليين تهرول في شوارع تل أبيب بحثًا عن ملاجئ تختبأ فيها من شبح الموت. صور لم يعهدها الإسرائيليون منذ حرب أكتوبر المجيدة، ولم يرها جيل بأكمله من الشباب سوى على شاشات التلفاز. رعب عاشه المواطن الإسرائيلي على مدار 12 يومًا، يعيشه الشعب الفلسطيني كل يوم من حوالي 80 عامًا، مما جعل السفير الأمريكي في تل أبيب “مايك هاكابي” Mike Huckabee يقول عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران: “بعد أسابيع من الركض إلى الملاجئ، لقد نمنا البارحة طوال الليل، وكان ذلك رائعًا”.

لن أتحدث عن الخسائر المادية أو العسكرية، فهو حديث لا قيمة له عند نتنياهو أو الدولة الإسرائيلية عمومًا. يعلم الجميع أن هذه الخسائر ستتكفل بها الولايات المتحدة والغرب، وسنرى إسرائيل الخربة بين ليلة وضحاها عامرة معمرة كما كانت.

أما إذا انتقلنا إلى إيران، فسنجد المكاسب والخسائر مختلفة قليلًا، لأنها تنصب في الداخل أكثر من الخارج.

لقد أثبتت إيران بعد سنوات طويلة من التشكيك في قدراتها العسكرية على الدخول في مواجهات مباشرة بأنها دولة لديها برنامج صاروخي متطور جدًا، استطاعت على بُعد مئات الكيلومترات من إسرائيل، أن تقصفها بالصواريخ، وتصيب عمق أراضيها بدقة.

تفكيك شبكة تجسس ضخمة من عملاء الموساد، كانوا يقومون بتوجيه مسيرات انتحارية، وتصنيع عبوات ناسفة، وتصوير مراكز عسكرية حساسية، وإرسال معلومات سرية إلى الجيش الإسرائيلي. فقد بلغ عدد المقبوض عليهم طيلة أيام الحرب أكثر من 700 شخص، كما عُثر على ما يزيد عن 10 آلاف مسيرة صغيرة في طهران وحدها.

المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، بعثت روح “إيران الثورة” في نفوس الشعب مرة أخرى، ودفعته إلى الالتفاف حول النظام، كونه يحارب عدوه القديم “إسرائيل وأمريكا” أو قوى الاستكبار مثلما أسماها الخُميني، فأعاد الإيرانيون رفع لافتات “الموت لأمريكا” التي كانوا يرفعونها أيام الثورة عام 1979م.

هذه الشعلة الحماسية كانت قد خبت منذ سنوات في غمار رياح المعارضة العاصفة بالنظام قرابة 20 عامًا. مظاهرات عديدة شهدتها إيران بسبب قمع الحريات، والأزمة الاقتصادية، سرعان ما تبددت في لحظة، واصطف الشعب حول نظام كان يعارضه، بات يؤيده في حربه مع عدو المسلمين الأبدي وعدو الثورة الأولي “إسرائيل”.

الاصطفاف الشعبي حول النظام الإيراني على عكس ما توقعته إسرائيل والولايات المتحدة هو مكسب إيران الأكبر في هذه الحرب، ومن الممكن استثماره ثانيةً في إعادة إنتاج نظام “الولي الفقيه” بشكل يخدم مصالح الشعب لا مصالح النظام، ولعل التغييرات الجيوسياسية الجارية في منطقة الشرق الأوسط تدفع النظام الإيراني إلى إعادة قراءة المشهد الإقليمي من زاوية أخرى خاصة بعد انهيار محور المقاومة وتراجع أذرعه في المنطقة.

إلى جانب الاصطفاف الداخلي، حظيت إيران بتأييد الشعوب العربية والإسلامية “السُنية” في العالم أجمع، كونها تحارب عدوهم الأساسي “إسرائيل”. تلاشت مجادلات السنة والشيعة، وتوحدت كلمة العالم الإسلامي على قول واحد نطق به فضيلة الإمام الأكبر الدكتور “أحمد الطيب”، شيخ الأزهر الشريف، حينما قال: “إن الاختلاف بينا وبين إخواننا الشيعة هو اختلاف فكر ورأي وليست فرقة دين”، هذا فضلًا عن صدور بيان على لسان شيخ الأزهر، أدان فيه بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على إيران، وحرص على ترجمته باللغة الفارسية.

التقارب مع مصر، هو أمر طالما سعت إليه إيران خلال السنوات الأخيرة، ولا ريب أن القاهرة لعبت دورًا غير معلن في مساندة النظام الإيراني والحيلولة دون انهياره، بدت علاماته في استمرار التواصل بين قادة البلدين، وبيان وزارة الخارجية المندد بالهجوم الإسرائيلي على إيران.

هذا التقارب بات يترفع عن اختلافات الأيديولوجيات السياسية، ويتخذ بعدًا آخر ينبع من الحفاظ على أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها ومجابهة أخطار التطلعات الإسرائيلية الشيطانية وعواقبها الكارثية على دول المنطقة بأسرها.   

خروج البرنامج النووي الإيراني من عنق الزجاج بعد جدال واسعًا حول طبيعته واستخداماته، والعودة إلى طاولة المفاوضات حوله ومن ثم حيال مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، مما قد يؤدي إلى رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران في القطاعات الاستثمارية، والتجارية، والعسكرية، والعلمية، والتكنولوجية.

إن إيران لديها القدرة على صناعة القنبلة الذرية قطعًا، كما أن لديها من الإمكانيات والتقنيات ما تؤهلها إلى ذلك، وبعيدًا عن تأكيد إيران أن برنامجها النووي ذو أغراض سلمية، من المؤكد أنها قريبة جدًا من تصنيع القنبلة الذرية كسلاح ردع يحمي أمنها القومي ووجودها دائم التهديد في المنطقة.

وفقًا لتحقيقات أجرتها “وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية”، فإن الضربة الجوية على منشآت نطنز وفوردو وإصفهان النووية لم تقض على مخزون اليورانيوم المخصب، ولم تدمر البرنامج النووي الإيراني بأكمله، لكنها عرقلته عدة أشهر، وذلك على عكس تصريحات الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض عقب الضربة الجوية المؤكدة بأن البرنامج النووي قد مُحي تمامًا.

أما إذا طبقنا الحسابات المنطقية، فإن المنشآت النووية المذكورة قد قُصفت بقنابل “جي بي يو-57” GBU-57، وهي قذائف ضخمة ثقيلة خارقة للتحصينات، يصل طولها إلى 6 أمتار ووزنها يزيد عن 12 طنًا، ولديها القدرة على اختراق الخرسانة المسلحة حتى عمق 18 مترًا، وسطح الأرض العادي حتى عمق 60 مترًا.

هذه القذائف لا تستطيع حملها سوى مقاتلات “نورثروب بي- 2 سبيرت” Northrop B-2 Spirit، وكل مقاتلة لديها القدرة على حمل قذيفتين فقط، حيث شاركت 7 مقاتلات في ضرب المواقع النووية، يصحبها سرب من الطائرات المساعدة.

منشأة فوردو تقع في قلب جبل صخري قرب مدينة “قُم”، يتراوح طول الانفاق الموصلة إليها ما بين ٨٠ إلى ٩٠ مترًا، أما منشأة نطنز فطول الانفاق الموصلة إليها يبلغ حوالي ٢٠ مترًا.

وفقًا لما ذكره “ستيف ويتكوف” Steve Witkoff مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط، أن 12 قنبلة خارقة للتحصينات قد أُسقطت على منشأة فوردو، واخترقت أسطح المنشأة ودمرتها بالكامل.

لكن صور الأقمار الصناعية لا تُظهِر دمارًا كبيرًا خلفته قنابل بهذا العدد والثقل والقوة التفجيرية، كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تسجل أية انبعاثات إشعاعية جراء التدمير، هذا فضلًا عن أن مسؤولي هيئة الطاقة الذرية الإيرانية كانوا قد ذكروا أكثر من مرة أن اليورانيوم المخصب نُقل إلى أماكن آمنة ومجهولة منذ بدء الحرب.  

كل هذه الدلائل تُشير إلى أن تدمير منشأة فوردو أمر يشوبه الكثير من الشك والريبة، وأن البرنامج النووي كما صرح عدد كبير من المسؤولين الإيرانيين بعد الحرب لا يزال قائمًا.

كان الاهتمام الأمريكي منصبًا على تدمير منشأة فوردو بسبب عثور الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2023 على يورانيوم مخصب بنسبة 83,7% به، مما جعل الوكالة تشك في سعي إيران إلى تصنيع قنبلة ذرية في حالة رفع نسبة التخصيب إلى 90%.

تلك كانت مكاسب إيران في الحرب مع إسرائيل، وجميعها مكاسب تنصب في صالح النظام الداخلية، لكن ماذا عن الخسائر؟ لقد خسرت إيران قدرًا كبيرًا من مخزونها الصاروخي، وتضررت بنيتها التحتية الاقتصادية والعسكرية والأمنية مع استهداف آبار النفط والغاز الطبيعي والقواعد الجوية ومنصات إطلاق الصواريخ، واغتيال عدد كبير من قيادات الحرس الثوري والقوات المسلحة، ومقتل وإصابة مئات المواطنين المدنيين، فضلًا عن دمار واسع شهدته العاصمة طهران وعدد من المحافظات الرئيسية والمدن الكُبرى. ستحتاج إيران إلى سنوات عديدة حتى تعيد بناء ما خلفته الحرب من دمار مادي وبشري سيؤثر على الاقتصادي والمواطن بالطبع، وسيؤخر خطواتها النووية كما أراد الغرب.

إن الحرب الإيرانية الإسرائيلية هي الفصل الثاني من كتاب الشرق الأوسط الجديد بعد فصل الثورات العربية، ربما لم ينته مثلما خُطط له، لكن لا شك أن هناك فصلًا جديدًا سيتم التخطيط له مستقبلًا.

خاص وكالة رياليست – د. محمد سيف الدين – دكتوراه في الأدب الشعبي الفارسي، وخبير في التاريخ والأدب الإيراني – مصر

إيرانالشرق الأوسطمواضيع شائعةإسرائيل
الموضوع السابق

د. خالد عمر: قادة الناتو في لاهاي..  قمة رائعة

الموضوع القادم

بوتين يشكل لجنة تنظيمية للتحضير للقمة الروسية العربية

مواضيع مشابهة

صورة.إزفستيا
الآراء التحليلية

تصاعد الأزمة الأوكرانية.. ترامب يهدد روسيا بعقوبات قاسية وزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا

يوليو 12, 2025
صورة.تاس
الآراء التحليلية

روبيو يرعى مفاوضات مع حلفاء الناتو لنقل أنظمة “باتريوت” الدفاعية إلى أوكرانيا

يوليو 11, 2025
صورة. orientxxi.info
الآراء التحليلية

د. خالد عمر: استقبال وفد من أئمة أوروبا في القدس

يوليو 10, 2025
صورة. apa-inter
الآراء التحليلية

التحول الكبير: بين احتضار النظام القديم ومخاض ولادة الجديد

يوليو 10, 2025
صورة.ريا نوفوستي
الآراء التحليلية

ما نتائج قمة البريكس في البرازيل وما هي التوقعات من رئاسة الهند؟

يوليو 9, 2025
وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" يتوسط ممثلي مجموعة (5+1) عقب التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015
الآراء التحليلية

د. محمد سيف الدين: سناب باك: إيران والعودة إلى المربع صفر!!

يوليو 8, 2025
مواضيع شائعة
مواضيع شائعة

كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون
رياليست عربي ©️ 2017–2025

  • من نحن
  • مهمة وكالة أنباء “رياليست”
  • إعلان
  • سياسة الخصوصية

تابعنا

لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية

Русский/English/العربية