واشنطن – (رياليست عربي): حذّرت الولايات المتّحدة عبر المتحدّث باسم وزارة خارجيتها نيد برايس تركيا من شنّ أيّ عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مؤكّدة أنّ من شأن مثل هكذا تصعيد أنّ يعرّض للخطر أرواح العسكريين الأميركيين المنتشرين في المنطقة.
وأضاف برايس: ندين أيّ تصعيد، ونؤيّد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة، نحن ندرك المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على حدودها الجنوبية، لكنّ أيّ هجوم جديد سيزيد من تقويض الاستقرار الإقليمي وسيعرّض للخطر القوات الأميركية المنضوية في حملة التحالف ضدّ تنظيم داعش”.
التصريحات الصادرة عن الخارجية الأمريكية، تزامنت مع تصريحات أخرى صادرة عن الأمم المتحدة في نيويورك حول ذات الموضوع، حيث شدّد المتحدّث باسم الأمم المتّحدة ستيفان دوجاريك، على رفض المنظّمة الدولية أيّ عمل عسكري جديد في سوريا، سواء من جانب تركيا أو أيّ طرف آخر، مضيفاً : نحن ندافع عن وحدة أراضي سوريا. ما تحتاجه سوريا ليس مزيداً من العمليات العسكرية، أيّاً كان مصدرها .
خاتماً تصريحاته بالقول: ما تحتاجه سوريا هو حلّ سياسي. ما تحتاجه سوريا هو مزيد من المساعدات الإنسانية، وهذان هما الأمران اللّذان نعمل عليهما”.
يأتي الموقف الأمريكي المعلن عبر وزارة الخارجية، بعد تحليلات أفادت بأن واشنطن وأنقرة تساومتا في مسألة العملية العسكرية، بحيث تعطي أمريكا ضوءاً أخضراً لتركيا بشن عمليتها على شكل محدود لا يؤثر على حكم قسد لشرق الفرات، مقابل عدم عرقلة تركيا لانضمام كل من فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، ما يعني بأن هناك فريقاً ضمن الإدارة الأمريكية ذاتها يريد تكذيب رواية الضوء الأخضر، ولذلك صدرت التصريحات المنددة بالعملية التركية التي لم تبدأ بعد.
فضلاً، عن إغراء تركيا بهذا الأمر، لتسمح الأخيرة لبحرية الناتو بالتواجد بالبحر الأسود من الجهة التركية، في ضوء معلومات تتحدث عن إرسال أسلحة دنماركية مضادة للسفن إلى كييف لتحرير الموانئ الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية.
وكان الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان قد أعلن الاثنين، أنّ بلاده ستشنّ قريباً عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، لإنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومتراً على طول حدودها مع جارتها الجنوبية.