نيوهافن – (رياليست عربي): قال أستاذ الاقتصاد بجامعة ييل الأمريكية، بينيلوبي غولدبرغ، إن العقوبات التجارية والمالية “القاسية” ضد روسيا قد ترضي أخلاقياً السياسيين الغربيين وناخبيهم، لكن هذا لا يعني أنها ستكون فعالة، حيث تشير الأدلة التاريخية إلى أن مثل هذه الإجراءات غالباً ما تكون هزيمة ذاتية وخطيرة من الناحية السياسية.
ويضيف أستاذ الاقتصاد، ان العقوبات التجارية لها تاريخ طويل، لقد استخدم الغرب إجراءات مماثلة ضد كوبا وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وأفغانستان، وفي كل حالة، أضرّت العقوبات بالأشخاص الذين يعيشون في البلدان التي طُبقت فيها، بالتالي، إن سياسة العقوبات لم يكن لها أي تأثير عملياً على سلوك القادة السياسيين لهذه الدول.
انتهاج الغرب لمسألة العقوبات ووفق رأيها أنها يذلك، ستقضي أخيراً على الطبقة الوسطى الناشئة في روسيا، والتي يمكن أن تكون بمثابة القوة الدافعة وراء الإصلاحات.
يعتقد غولدبيرغ أن سياسات الغرب المعادية لروسيا ستعزز مكانة بوتين في الداخل حيث أن الطبقة الوسطى “تنغلق على نفسها وتحتضن القومية، كما حدث في الديمقراطيات الغربية على مدى العقد الماضي”، مشيراً إلى أن هذه العقوبات “بشكل عام، من المرجح أن تعزز التحالف الروسي الصيني، وتعمق الاستقطاب العالمي وتضع المسمار الأخير في النعش متعدد النواقل”.
ويشير الأستاذ بجامعة ييل إلى أن الفائزين في الأزمة في أوكرانيا سيكونون “سياسيين يخدمون أنفسهم في جميع أنحاء العالم والذين وجدوا طريقة مناسبة لتجنب حل المشكلات في الداخل”.