الرباط – (رياليست عربي): لا يممكن فصل المغرب عن محطيه العربي والإقليمي فيما يتعلق بالأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تعيشها شعوب المنطقة، صحيح أن المجهر يُسلط دوماً على بعض الدول لأهميتها الجيو – سياسية، ولكن ذلك لا يعني أن الدول الأخرى الأبعد جغرافياً لا تعاني مما تعانيه الدول الأكثر سخونةً.
الغلاء يطال كل شيء في المغرب، ما أدى لاندلاع مظاهرات احتجاجية في المدن المغربية، وذلك بالتزامن مع ذكرى مظاهرات حركة 20 فبراير، فقد نظمت مظاهرات في كل من العاصمة المغربية الرباط ومدينة طنجة، كما تظاهر مئات الأشخاص في الدار البيضاء، رافعين لافتات تطالب بالإفراج عن سجناء سياسيين وهتفوا من أجل العدالة الإجتماعية، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة مماثلة تحت وسم لا لارتفاع الأسعار.
وولدت حركة “20 فبراير” المؤيدة للإصلاح ومكافحة الفساد في المغرب خلال موجة انتفاضات ما بات يعرف بـ”الربيع العربي” في منطقة الشرق الأوسط في عام 2011.
وكان الاقتصاد المغربي قد تضرر بشدة من الجفاف وتفشي وباء فيروس كورونا. كما يعاني المغاربة أيضا تحت وطأة ارتفاع أسعار الوقود.
وتواجه حكومة عزيز أخنوش في الفترة الأخيرة غضباً اجتماعياً بسبب ارتفاع الأسعار، إضافة إلى المخاوف من تدهور الأوضاع في ظل جفاف حاد يهدد بمردود ضعيف للقطاع الزراعي، الأهم في إجمالي الناتج الداخلي بالمغرب.
وتصدر هاشتاغ “أخنوش إرحل” و”لا لغلاء الأسعار” موقع “تويتر” خلال الأيام الأخيرة في المملكة.
وفي سوق أسبوعي في ضواحي مدينة القنيطرة، تسببت “تصرفات انتهازية ومضاربات غير عادية في أسعار بعض المواد” في “مشادات” و”رشق بالحجارة”، وفق ما أوضحت السلطات المحلية لوكالة الأنباء المغربية.
وأشارت إلى فتح تحقيق في الحادث، الذي تم تداول فيديو يوثقه على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية.
ما يحدث حالياً في المغرب وبحسب خبراء قد يتطور إلى احتجاجات أوسع، قد تتطور معها الشعارات المناهضة للحكومة، لتصل إلى الملك المغربي نفسه، ما يضع هذا البلد أمام تحدٍ قادم متوقع، إلى أن عادت الأزمة بين المغرب والجزائر لتوحد المغربيين رغم مآسيهم وغضبهم من سلطاتهم ضد أي توتر مع بلد آخر حتى لو كان عربياً.