واشنطن – (رياليست عربي): عندما يهدد الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بإنهاء شيء اسمه “نورد ستريم2” وهو الخط الذي يصل الغاز الروسي إلى ألمانيا، ثم يهدد بعدها بإزالة روسيا من نظام سويفت المالي، عندها يمكن القول بأن الحرب تسير على أشدها بين الغرب وموسكو.
المشرعون الأمريكيون اقترحوا في الأسابيع الأخيرة أنه يمكن إزالة روسيا من نظام SWIFT، وهي شبكة أمنية مشددة تربط آلاف المؤسسات المالية حول العالم، وسط مخاوف من توقف شحنات النفط والغاز والمعادن إلى أوروبا إذا حدث ذلك.
إن إزالة روسيا من نظام SWIFT سيجعل من المستحيل تقريباً على المؤسسات المالية إرسال الأموال داخل أو خارج البلاد، مما يؤدي إلى صدمة مفاجئة للشركات الروسية وعملائها الأجانب، وخاصة مشتري صادرات النفط والغاز المقومة بالدولار الأمريكي.
هناك سابقة لإزالة بلد من SWIFT، حيث تم فصل البنوك الإيرانية في عام 2012 بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها بسبب البرنامج النووي للبلاد. وقُدرت خسارة إيران حينها بما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و 30٪ من التجارة الخارجية بعد إزالتها من نظام سويفت.
وليس من الواضح حجم الدعم الموجود بين حلفاء الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات مماثلة ضد روسيا. فقد تخسر الولايات المتحدة وألمانيا أكثر من غيرها إذا تم إزالة روسيا، لأن بنوكهما ضمن أكثر مستخدمي SWIFT للتواصل مع البنوك الروسية.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد حذّر المقرضين الذين لديهم تعامل كبير مع روسيا للاستعداد لعقوبات ضد موسكو، وفقاً لصحيفة “فاينانشيال تايمز”. كما سأل مسؤولو البنك المركزي الأوروبي البنوك عن كيفية ردها على السيناريوهات بما في ذلك خطوة لمنع البنوك الروسية من الوصول إلى نظام SWIFT.
بالنتيجة ومما لا شك فيه بأن الحرب التقليدية قد لا تقع بين الروس من جهة والأوروبيين والأوكران من جهة ثانية، إلا أن رحى الحرب الباردة تستعر، عبر التلويح بعقوبات وإجراءات مشددة، تُعتبر في العرف السياسي بمثابة إعلان حرب وعداوة، موسكو ستتلقى خسائر كبيرة ، لكن القارة العجوز وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا لن تكون خسارتها بأقل من خسائر موسكو إن لم تكن أشد وأقسى، وقد تصل مفاعيلها إلى بيوت المواطنين الأوروبيين، والتي يممكن أن لا تبقى دافئة بسبب نقص النفط والغاز.