بيروت – (رياليست عربي): تسود حالة مِن الترقّب في الأوساط اللبنانية عن مصير الانتخابات المقررة في مايو/ أيار المقبل، خاصّةً بعد إعلان رئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري، تعليق عمله مِن الحياة السياسية، ورغم تأكيد رئيس البلاد، ميشال عون، أنّه لا عائق من إتمامها، إلا أنّ مُحلّلين اعتبروا أن تأجيلها وارد بقوة، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
سعد الحريري كان قد علّق عمله في الحياة السياسية ولم ينسجب فعلياً كما يروّج البعض، وما طلبه من عائلته عدم الخوض في أية انتخابات مقبلة، يعكس حجم الهوّة الكبيرة بينه وبين شقيقه بهاء الحريري، الذي يطمح لأخذ مكان سعد، خاصة وأنه يحظى بدعم سعودي واضح في مراحل سابقة من عمر العلاقات السعودية – اللبنانية.
السؤال المهم هنا، ما صلة تعليق الحريري لحياته السياسية في مسألة تأجيل الانتخابات؟
من المعروف أنه وبناءً على اتفاق الطائف وتظام المحاصصة في لبنان، تملك الكتلة “السنية” في لبنان، تمثيلاً واسعاً في مجلس النواب اللبناني، وبالانسحاب سيشكل ذلك فراغاً سياسياً، وبدون تفكير سيؤثر ذلك على سير العملية الانتخابية، فمن يمثل سكان طرابلس وصيدا وباقي المناطق التي تتبع حزب المستقبل اللبناني؟ بهاء الحريري اليوم دخل على الخط السياسي، وسيعمل على إقناع باقي الأطراف السياسية الموجودة على الساحة بأن يجمع أصوات المنتخبين السّنّة ستتم الانتخابات وإن لم يحدُث سيتم تأجيلها.
ورأى مراقبون أن تعليق الحياة السياسية لسعد الحريري تهدف إلى تأجيل الانتخابات المقبلة، خاصة وأن لبنان مشهور بالفراغ السياسي والتعطيل والتأجيل، وتقول أوساط إن بهاء الحريري يرتبط بتركيا إرتباطاً وثيقاً، ومع خسارة القاعدة الشعبية لتيار المستقبل، سيعتمد بهاء على النفوذ التركي، وهو رغم أنه كبير لكنه محدود خشية الإعلان عن التبعية التركية وخوفًا من خسارة قوى إقليمية أخرى لا تجمعها علاقات جيّدة مع أنقرة، وبالتالي سيتم تأجيل الانتخابات لفترة طويلة.
وإن كان هذا المخطط لا يناسب سعد الحريري، فمن المحتمل أن يعلق قراره ويعود عنه، لكن ذلك يتعلق ببناء تحالفات جديدة أو دعم إقليمي وعربي قوي، وهذا متوقف على طبيعة المرحلة المقبلة، وطبيعة تنفيذ لبنان للشروط الخليجية من عدمها.