رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

Русский/English/العربية

  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

“وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا” .. “المرماح” مهرجان الفروسية والكرم

المرماح ليس مجرد منافسة بين الخيول في السرعة كما يعتقد البعض، لكنه تراث إنساني موروث من الأجداد للحفاظ على التواصل بين القبائل وتأكيد المحبة والود، ويساهم في الحفاظ على رياضة الفروسية المرتبطة بالثقافة العربية

     
يناير 30, 2022, 18:00
مجتمع
مهرجان المرماح.صورة.رياليست

مهرجان المرماح.صورة.رياليست

القاهرة – محب سمير (رياليست عربي): يدخل الفارس الميدان ممتطياً جواده الرشيق، وفي يده عصا طويلة من الزان، يلوح بها مزهواً مع نغمات المزمار البلدي وتحية أهله وعشيرته، يلف بحصانه في حركة دائرية رشيقة وهو يرسم دائرة بطرف عصاه على الرمل، وتعرف بحركة “المشلاوية”، ومن ثم يقوم بتحية صاحب المزمار بالنقوط، قبل أن يترجل عن حصانه ليدخل باقي المتسابقين تباعاً، استعداداً ليبدأ “المرماح”.

الدكتور “محمد السيد” الصيدلي الخمسيني المتيم بتراث بلاده الإنساني، ويسعى إلى توثيقه يقول لرياليست: “المرماح كلمة جاية من الرَمح بالصعيدي وتعني الجري، والمهرجان مسابقة بين الخيول والفرسان في السرعة، يصحبها استعراضات بالخيل قبل وبعد التنافس، بخلاف مسابقة أخرى للتحطيب بالعصى بين الحضور في حلقات. ويراعى أن يقام المهرجان يومي الجمعة والسبت، اليوم الأول للتحطيب، ويقام المرماح في اليوم الثاني، ويصاحب المهرجان حلقات ذكر صوفية في بعض البيوت، لكن الأهم هو إقامة مآدب الطعام في كل بيت في القرية، لكل الضيوف من القرى المجاورة، وهو سر المرماح والغرض الأساسي منه، التجمعات الإنسانية والتشارك”.

لو كان الصعيد يُشار لأهله بالكرم، فإن “المرماح” هو التأكيد على تلك الشيمة للصعايدة، حسب “السيد” الذي يشير إلى أن القبائل العربية استخدمت المرماح للتعارف فيما بينها قديماً، و تأكيد أواصر الود والمحبة، وورثت قبائل الصعيد تلك العادة وحافظت عليها، ويضيف: “هنا في الدومارية يقام المرماح بعد حصاد موسم البلح، المشهورة به الدومارية والمفالسة، وهناك مرماح آخر يقام مع جمع موسم القصب في مارس/ آذار، ويقام في “فارس” الشهيرة بزراعات القصب بكثافة ومعها قرى دوراو، يتقابل أهالي القرى كل عام كعرف سنوي مقدس للمحبة”.

كانت فرحة الدكتور محمد السيد مضاعفة هذا العام بمشاركته في “مرماح الدومارية” هذا الأسبوع، ببلده أدفو بأسوان، بسبب إقامة المهرجان الشعبي عريق القدم، بعد إلغاءه في مارس/ آذار الماضي ببعض المحافظات بسبب كورونا. وزادت فرحته بسبب عدد المشاركين مقارنة بالمهرجانات السابقة، لاسيما الشباب صغير السن، المولع بالفروسية والتحطيب، وتأكد “سيد” أن “المرماح” لن يندثر أبداً كما ظن مخطئاً، وأنه سيبقى مرتبطاً بشعب أسوان كارتباطهم بالنهر المقدس.

“وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا“

بهذه الآية الكرية بدأ “عم حلاوة” كلامه عن المرماح، عم “حلاوة” لا تفارق وجهه السمح الابتسامة أبداً، وجه أسواني ستيني يشع بكرم الضيافة والدماثة، وتواضع جم، إنه المسؤول عن تنظيم سباق التحطيب في “مرماح الدومارية” هذا العام، ويقول: “مافيش أجمل من المحبة ولا أكبر منها، محبة الناس لبعضها، الغني والفقير واللي معاه واللي على الله بدون تفرقة، الكل يقعد مع بعضه وياكل من طبلية واحدة، نضحك ونتسامر، ونحطب، كأنها ليلة عيد”.

وحسب كلامه، يتم توجيه الدعوة إلى كافة القبائل العربية بالصعيد للمشاركة سنوياً في مرماح الخيول العربية حسب مكان إقامتها، ويتم الاستعداد له قبلها بعدة أسابيع، وهناك لجان تحكيم لمسابقات التحطيب والمرماح للخيول. ويضيف: ” كانت القبائل العربية تحتفل به زمان لمدة خمسة عشر يوماً، وتم تكثيفها إلى 3 أيام، ووصلت إلى يومين فقط اليومين دول. وقبل عشرين يوماً من موعد المرماح، تبدأ الاستعدادات له، بتمهيد طريق السباق في الذي يصل إلى 3 كيلومترات السباق بالظهير الصحراوي لقرية الدومارية. وتبدأ الأهالي في الإعداد لاستقبال الضيوف بخيولهم، القادمين من قرى أو محافظات أخرى، ويقوم الأهالي بتوفير مستلزمات المبيت والمأكل والمشرب والانتقالات، طوال فترة المرماح، وكله بالمجان، وبالجهود الذاتية من الأهالي، ويتجمع أيضاً الفقراء من كل مكان للمشاركة فى الخيرات والفرحة”.

أكثر من نصف قرن يشارك عم “حلاوة” في المرماح بقرى ومراكز محافظته أسوان، قابل فيها آلاف من خلق الله، ونظم خلالها مئات من ليالي التحطيب، والتنافس في اللعب بالعصى بين أمهر الرجال في الصعيد، ويتابع: “معرفة الناس هي الكنز الحقيقي، ضيوف وأهالي من قبائل الأشراف والجعافرة و العبابدة والكلوح والنوبيين والأنصار والعباسين، وغيرها من القبائل العربية والنوبية، كل محبي المرماح وعشاقه كبار وصغار يتجمعون بعد العصر وتبدأ المسابقات، الشباب الصغير يقف ويتعلم من كبار وأساطين التحطيب، وربما يدخل أحدهم متحمساً لمضارعة أحد المهرة ونكسب لاعب جديد مفاجئة للكل”.

فيصل عبد الرحيم” و”السيد عامر” و” الأنصاري” و”أبو رية” أسماء أشهر وأمهر لاعبي العصا والتحطيب في أسوان، والليلة أكثر من مئة مبارز ينافسون على المركز الأول. يقوم “عم حلاوة بتقسيمهم إلى مجموعات حسب قراهم، ويبدأ النزال برفع أحد اللاعبين بالعصا ملوحاً في الهواء، وهي دعوة لأي لاعب ينزل لمواجهته برفع عصا أيضاً وينزل إلى الساحة، ويعتبر الجمهور جزءاً من لجنة التحكيم في النهاية لصالح الفائز بلقب أفضل مبارز، الذي يتم تكريمه وحمله على الأعناق.

في كل عام يجد الدكتور سيد ما يدهشه في المرماح، لكن هذا العام كانت دهشته بمتسابق يراه للمرة الأولى في حلقات التحطيب، المتبارز يمسك العصا بيد واليد الأخرى مبتورة، يتحكم في عصاه بقوة، ويتحرك برشاقة كبيرة، ويباغت خصمه بضربات متلاحقة تنتزع آهات وتصفيق الجمهور، يقول: “هذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها مثل هذا العرض المثير، فالرجل الذى تحدى إعاقته نزل للحلقة ومعه عصا، وما دام أشار بعصا يحق له النزال، لذا تم السماح له بالنزال واختيار من ينافسه، وقد كانت المفاجأة أن الرجل يلعب بحرفية شديدة، رغم أنه يلعب بيد واحدة، وكان متمكناً في كافة الحركات، وهي سابقة لأول مرة تحدث في لعبة التحطيب، ولم تحدث من قبل”.

“الصحراوي” و”بيسو” و”مدني” الخطير” وحمص الشرق” و”لماح”، كلها أسماء لأشهر الخيول المشاركة في المرماح هذا العام، في تنافس شريف بين الفرسان، أمام الحشود الغفيرة، أكثر من خمسة آلاف متفرج، يقفون بطول طريق المرماح، نحو؟؟ كيلو مترات تقريباً، يحيون الفرسان وخيلهم، يهتفون لـ “الصحراوي”، ويصرخون على “الخطير” ويحذرونه من “لماح” الخطير.

“عيد محمود” صاحب “الصحراوي” الذي يشارك للعام الثاني على التوالي، ويستعد للمشاركة في مرماح “فارس” أحد أشهر المهرجانات السنوية في الصعيد كله، يقول بأخلاق الفرسان النبيلة: “المحبة والود هما اللي يجمعونا مش التنافس. من جدود الجدود وأهالينا يتجمعوا يتسامروا ويتعرفوا وياكلوا عيش وملح مع بعضهم، وإحنا ورثنا العادة دي علشان الأجيال تعرف بعض وتتقابل في المحبة والخير، مش هنا بس لكن في كل بلدان ومراكز أسوان، في بلانة وفارس، والكوبانية، وفي محافظات وقنا والأقصر، تتجمع القرى اللي حوالين بعضها وتعمل مرماح مش عندنا بس”.

هذا العام فاز الحصان “بحار” بالمرماح، وجاء “الصحراوي” في المركز الثاني، وقد تقبل “عيد” الخسارة بروح رياضية، ولا يعتبر نفسه خاسراً، ويستعد للمشاركة في مرماح فارس ويتمنى الفوز به، ويعلق: “حب الخيل عند كل الناس، لكن مش كل الناس تقدر تربي خيول، لأنها عايزة اهتمام ورعاية ومصاريف. وكل مربيين الخيول في أسوان بيحبوا المشاركة في المرماح والفوز به لشهرة خيولهم أكثر وزيادة سعرها في سوق الخيول وسط المنافسين”.

الباحث في التراث الصعيدي “أحمد الجارد” يقول:” إن سباقات الخيول أو “المرماح” يطلق عليه أيضا “الصابية” في بعض محافظات الصعيد، مرتبط بمواقيت مختلفة، منها الزراعي بعد جني محصول بعينه، مثل القصب أو القمح والبلح، أو باحتفالات ومناسبات دينية، مثل المولد النبوي الشريف أو موالد الأولياء المنتشرة في الصعيد. وهو شكل من أشكال الاحتفال للقبائل في الصعيد، الذي لازال محافظاً على عادة تربية الخيول كعادة عربية متوارثة، والعديد من العائلات تبني إسطبلات ضخمة لخيولها وتستثمر فيها أيضاً”.

ويشير “الجارد” أن المرماح ليس مجرد منافسة بين الخيول في السرعة كما يعتقد البعض، لكنه تراث إنساني موروث من الأجداد للحفاظ على التواصل بين القبائل وتأكيد المحبة والود، ويساهم في الحفاظ على رياضة الفروسية المرتبطة بالثقافة العربية، ولابد من الاهتمام به وتشجيع فتح مدارس فروسية في الصعيد لتفريغ طاقات الشباب في منافسات شريفة”.

يأمل الدكتور محمد سيد، وعم “حلاوة” وغيرهما الكثير بالاهتمام بالمرماح في مصر، وحفظه كتراث إنساني وشعبي مهم في الصعيد، وتسجيله في المحافل الدولية كمهرجان شعبي مصري أصيل، والاستفادة منه وتحويله إلى مهرجان عالمي، أسوة بمهرجانات وسباقات الخيول في الدول العربية، ويقول السيد:” أحلم بمرماح دولي على أرض أسوان يجمع قبائل عديدة من الدول العربية، لنشر روح المحبة والسلام بالرياضة والفروسية العربية الأصيلة، والترويج لتراثنا من الأغاني والموسيقى الخاصة بالفروسية والتحطيب والذكر الصوفي”.

خاص وكالة رياليست – محب سمير.

مواضيع شائعةمصرأسوانصعيد مصرمهرجان المرماحالقبائل العربيةالتراث المصري
الموضوع السابق

الرئيس زيلنيسكي يدعو الغرب لعدم بث الذعر أكثر.. لا غزو روسي لأوكرانيا

الموضوع القادم

صالح: ملف سد النهضة حاضراً.. الإمارات جزء بارز دولياً في أزمة إثيوبيا

مواضيع مشابهة

مغارة شولجان تاش.صورة.متحف محمية "كهف شولجان-تاش
مجتمع

مغارة شولجان تاش في بشكيريا تنضم لقائمة اليونسكو للتراث العالمي

يوليو 13, 2025
صورة.تاس
مجتمع

لتعزيز الحضارة والتبادل الثقافي.. بوتين يطلق مهرجان الفنون الدولي في روسيا

يوليو 12, 2025
صورة.ريا نوفوستي
مجتمع

بوتين يأمر بإنشاء نظام ملفات رقمية للأجانب في روسيا

يوليو 10, 2025
صورة.ريا نوفوستي
مجتمع

إطلاق سراح جنود روس: طائرة تقل مقاتلين محررين تهبط في موسكو

يوليو 5, 2025
زيارة وفد الغرفة الاجتماعية الدولية الى المملكة المغربية
مجتمع

زيارة وفد الغرفة الاجتماعية الدولية الى المملكة المغربية

يونيو 20, 2025
صورة.جلوبال برس
مجتمع

مخاطر السفر إلى إيران وإسرائيل.. إجلاء السياح الروس وتحذيرات عاجلة

يونيو 19, 2025
مواضيع شائعة
مواضيع شائعة

كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون
رياليست عربي ©️ 2017–2025

  • من نحن
  • مهمة وكالة أنباء “رياليست”
  • إعلان
  • سياسة الخصوصية

تابعنا

لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية

Русский/English/العربية