القاهرة – (رياليست عربي): أدت الأحداث الأخيرة التي تمثلت باستهداف الحوثيين لمطار أبو ظبي، إلى استنفار الأنظمة العربية والدعوة لاجتماع طارئ في الجامعة العربية، لوضع استراتيجية مواجهة أو احتواء لأية تطورات قادمة.
الاجتماع أتى بناءً على طلب الإمارات، التي وُضعت كبلد غير آمن بالنسبة للحوثيين، الذين طلبوا من العمال والموظفين الأجانب في شركات الإمارات بالمغادرة، في إشارة إلى إمكانية أن تصبح كبرى الشركات المالية وغيرها أهدافاً قادمة، مما قد ينذر بسيناريو اقتصادي كارثي لهذه الدولة المتطورة والقوية اقتصادياً.
من المتوقع أن يخرج الاجتماع الطارئ للجامعة بالتنديد بالهجوم الحوثي على أبو ظبي، واعتبار الجماعة اليمنية تهديداً متعاظماً على كل دول الخليج، يستهدف اقتصاداتها بالدرجة الأولى، في ظل مشاكل اقتصادية عالمية يتسبب بها ارتفاع أسعار الطاقة، فضلاً عن تأثيرات وباء كوفيد وأوميكرون القاسية.
هناك احتمالات لخيارات العرب في اجتماعهم، فإما الدعوة لتوسيع وتفعيل الحلف العربي، واعتبار من يقاطعه متعاطفاً مع الحوثيين، أو على الأقل غير فعّال في حفظ الأمن القومي العربي وفق منظورهم، وإما أن يتم رفع القضية إلى مجلس الأمن والطلب من واشنطن المشاركة المباشرة في عملية واسعة لإنهاء تلك الحركة، وهذا مستبعد بعد انسحاب الأمريكيين من أفغانستان، أو المضي في البحث عن صفقة وتسوية مع هؤلاء تضع حداً لحرب اليمن ومفرزاتها السيئة على الأمن الخليجي.
وبما أن السعودية والإمارات ركيزتا التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن، فإنهما الأهداف الثمينة للجماعة اليمنية، فهل يُضطر العرب للجوء إلى قوى إقليمية على علاقة جيدة مع الحوثيين من أجل جذبها إلى مفاوضات تضمن مصالح الدول الخليجية وأمنها؟
العلاقات بين السعودية وإيران سيئة ومتوترة، أما الإمارات فهي على تواصل وتنسيق في بعض الأمور مع طهران، وهناك محاولات إماراتية لفتح باباً التعاون مع طهران، ولا بد أن ملف اليمن من أولى الملفات الدسمة التي تهم أبو ظبي في مباحثاتها وزيارات مسؤوليها إلى إيران.
خاص وكالة رياليست.