واشنطن – (رياليست عربي): لطالما أعلنت واشنطن وجاهرت بدعمها لحلفائها في الخليج العربي ضد جماعة الحوثيين في اليمن، كما باركت واشنطن التحالف العربي ضد الجماعة اليمنية، ومدتهم بأسلحة ومعلومات لوجستية.
لكن التصريحات الأخيرة لأرفع مسؤول دبلوماسي أمريكي وهو وزير الخارجية أنتوني بلينكن خالف التوقعات وكان بمثابة مفاجأة فيما يخص الملف اليمني، حيث قال إنه من الضروري وقف التصعيد في الصراع بين التحالف العسكري بقيادة السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن، معتبراً أن استمرار القتال بين جميع الأطراف لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة ومعاناة الشعب اليمني .
من يراقب التصريحات والمواقف الأمريكية خلال سنوات الحرب على اليمن، سيلاحظ كم هو كبير حجم التغير في موقف واشنطن حيال هذا الملف، لقد ساوى بين جميع الأطراف الحوثيين التي كانت تراهم الولايات المتحدة جماعةً إرهابية وبين الأنظمة الخليجية حلفائها.
ما قد يقف وراء هذا الموقف الأمريكي هو أن واشنطن قد تيقنت بأن التحالف العربي الذي لم ينجح في حسم الحرب على اليمن بعد كل هذه السنوات سيؤدي إلى استجلاب أخطار جمةً على المنطقة والعالم، إذ ترى أمريكا بأن عملية الحوثيين على مطار أبو ظبي ليست سوى البداية فقط.
بالتالي فإن العمليات القادمة ستكون ضد منشآت حيوية وشركات كبرى، من بينها فروع لشركات عالمية، إن تلقي كل من أبو ظبي ودبي والرياض وجدة لضربات قاسية تهدد اقتصادها سيعني إفلاس كثير من الشركات العابرة للقارات، وهو بطبيعة الحال سيؤدي إلى تدهور وفوضى اقتصادية ومالية تبدأ من الشرق الأوسط لتنتقل إلى بقية مناطق العالم، في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من هزات كبيرة.
يُضاف إلى ذلك معرفة واشنطن بأن الممرات المائية ستكون تحت تهديد أكبر مما كانت عليه سابقاً، وبالتالي سينعكس ذلك أيضاً على حركة البضائع والحركة التجارية المائية، وهو ما سيكون سبباً آخراً في كارثة اقتصادية عالمية. فهل ستدفع واشنطن أبو ظبي والرياض إلى إجراء مفاوضات مع الجماعة اليمنية، لوضع حد لتلك الحرب؟
خاص وكالة رياليست.