برلين – (رياليست عربي): اتخذت ألمانيا، قراراً بإبعاد القوات الألمانية من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، ضد “داعش”، (المحظور في روسيا)، في سوريا والعراق، على أن يشمل القرار الألماني الجديد الابتعاد عن سوريا فقط، واستمرار التواجد مع التحالف في العراق فقط.
وقالت صحيفة دير تاغشبيغل، إن وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، ووزيرة الدفاع كريستين لامبرخت، قد أبلغتا رؤساء الكتل النيابية في البرلمان الألماني، بأن برلين استبعدت سوريا بوصفها منطقة عمليات للجيش الألماني.
ووفقاً لذلك، فإن تواجد القوات الألمانية في إطار حملة التحالف الدولي ضد “داعش”، سيقتصر على الأراضي العراقية فحسب، علماً أن التفويض السابق كان يسمح باستخدام طائرات تورنادو الألمانية الاستطلاعية، خلال محاربة “داعش”، إلا أنه انتهى في ربيع عام 2020.
وأكدت الوزيرتان الألمانيتان، أن التفويض الجديد، سيمتد على مدى تسعة أشهر، بشرط ألا يتجاوز عدد الجنود الألمان الذين سيشاركون في العمليات، أكثر من 500 جندي فقط.
ويعتبر إخلاء القوات الألمانية من سوريا والانسحاب منها، انتصاراً كبيراً وتنازلاً مهماً لصالح، حزب الخضر الألماني، الذي أكد في كل مناسبة أن التفويض السابق لمحاربة “داعش” غير دستوري، ورفض التصويت لصالحه.
على المقلب الآخر، انتقد رئيس كتلة الاتحاد البرلمانية، يوهان وادفول، حصر العمليات العسكرية الألمانية ضد “داعش” في العراق فقط، واعتبر أنه قرار يوحي بقصر نظر عميق، قد يسمح بعودة تنظيم “داعش” مجدداً إلى الظهور في سوريا، مؤكداً أنه لم يتم حتى اليوم الانتصار بشكل كامل على التنظيم الإرهابي في سوريا.
ومنذ بدء حملة التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” في سوريا والعراق، عام 2014، أعلنت ألمانيا مشاركتها فيه إلى جانب العديد من الدول الأوروبية الأخرى.
ويعتبر هذا القرار تحولاً كبيراً في السياسة الألمانية تجاه سوريا، ففي عام 2018، حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية، كانت ألمانيا بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل من أشد المناوئين لهذا الإعلان.