أنقرة – (رياليست عربي): بعد أن تم وأد العملية العسكرية التي كانت تلوح بها أنقرة ضد تنظيم قسد شرق الفرات، بفعل ضغوط أمريكية، عمدت تركيا حالياً إلى تكثيف الحرب النفسية ضد التنظيم الكردي، معتمدةً في ذلك على تنفيذ عدد من عمليات الاستهداف لبعض قادة قسد في مناطقهم.
في هذا السياق كشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عن استراتيجية جديدة تتبعها بلاده لمواجهة ما أسماها بالأخطار القادمة، عبر الحدود، من سوريا، مضيفاً أن هناك مفهوم جديد لمواجهة تلك الأخطار، وهو تجفيف منابعه في سوريا والعراق، قبل وصوله لتركيا، دون أن تتدخل تركيا بوحدة أراضي الدولتين.
ما هي تلك الاستراتيجية الجديدة لتركيا ضد خصومها في كل من سوريا والعراق؟ ومن هم هؤلاء الخصوم أساساً؟
بالنظر إلى النشاط التركي في شمال سوريا، يُلاحظ قيام المسيرات التركية في كل فترة باستهداف قادة وعناصر ومستودعات تابعة لقسد، ويندرج ذلك ضمن ما يُسمى بعمليات الاستنزاف النظيفة، بحيث لا تتكبد تركيا أية خسائر كما لو كان الحال عند إعلان العملية العسكرية التي كانت أنقرة تنوي شنها على قسد سابقاً.
وعبارة آكار بتجفيف منابع الإرهاب، تنطبق على مفهوم الاستنزاف النظيف الخالي من الخسائر، بحيث قد تشهد المرحلة المقبلة تكثيفاً للضربات الجوية والمدفعية من قبل تركيا لأهداف كردية في شرق الفرات، فضلاً عن تكثيف العمل الاستخباري في الخارج، وتحديداً في البلدان التي تتواجد على أراضيها جاليات كردية كبيرة كألمانيا وهولندا و السويد.
هذه الاستراتيجية ستفيد أنقرة أكثر من شن عملية عسكرية، غير محسوبة الخسائر أولاً، وثانياً لا يمكن معارضة تلك الاستراتيجية من قبل دول كبرى كما هو الحال لعملية برية تنتهي بسيطرة الفصائل المدعومة تركياً على مناطق الأكراد.
كما أن مجرد الإعلان التركي عن تلك الاستراتيجية الجديدة، لتجفيف منابع الإرهاب، والقضاء على التهديدات، هي بمثابة حرب نفسية على قيادة قسد وعناصرها، لأنهم سيكونون أهدافاً يومية للطيران المسير التركي.
خاص وكالة رياليست.