رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

Русский/English/العربية

  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

جائحة كورونا تكشف شوفونية و فوضوية النظام العام العالمي

بروفيسور أيمن سلامة: لقد فضحت الجائحة "كورونا " مكامن النظام العام العالمي جهارا نهارا ، وكشفت المداهمة "كورونا " عن مدي الاهتزاز و الاضطراب و الافتقار للانسجام الذي يعتري الجماعة الدولية.

أيمن سلامة أيمن سلامة
مايو 11, 2020, 01:23
الآراء التحليلية
جائحة كورونا تكشف شوفونية و فوضوية النظام العام العالمي

ضرب  الطاعون الأسود “كورونا ” المعمورة بأسرها ،و تعدي الحدود و التخوم ،و لم تتشبث  دولة قطبية أو “ماكرونوزية” بأهداب سيادتها حيال ذلك الخطر  المداهم ، و لم تسلم منه حاملات الطائرات  الأمريكية و  الفرنسية ،ولم يميز  الفيروس بين  الأجناس و الأعراق و القوميات و الأقطار ، وبالرغم من تشبيهه بالوحش  الكاسر المفترس ،من قبل مسؤولين أوربيين ،بيد أن قارات  العالم ،و في الصدارة منها القارة العجوز – أوربا – أشاحت بوجهها ، وغضت نظرها،  و ألقت بنظاراتها عن  حقائق   الوباء  الكاسح ، و تجاهلته في جهل فاضح ، و إهمال كالح في الأيام  الأوائل للهجمة الصاعقة للكارثة  المداهمة .

يكاد يجمع الشراح و الخبراء و  المتخصصين  علي  أن مفهوم النظام الدولي “الويستفالي”  بدأت أماراته تتبدي بإقرار معاهدة “ويستفليا”  التي أنهت الحروب  الدينية 1618-1648 ، تلكم الحرب  التي طحنت  القارة الأوربية بقدها و قديديها ، و أسست نظاما جديدا للعلاقات الدولية يتأسس و يتمحور علي سيادة الدولية كمبدأ  حاكم للعلاقات الدولية ، وأضحي ذلك  المبدأ يتصدر ديباجات المواثيق ، و  المعاهدات، و الاتفاقيات  الدولية .

جلي  أن المجتمع الدولي لا يقتصر علي أشخاص  القانون الدولي ، و هما الدول  ذات السيادة و المنظمات الدولية ، لكن يضم  ذلك المجتمع في ثناياه الكيانات من غير الدول ، فضلا عن المنظمات و الهيئات الخاصة ، و الأفراد ،  الذين أصبحوا  من موضوعات القانون  الدولي و المخاطبين  بذلك القانون منذ انشاء  عصبة الأمم المنظمة السلف للمنظمة  الأممية الحالية.

لا مراء أن ميثاق  منظمة  الأمم  المتحدة يعد  معاهدة دولية ملزمة تؤطر  للعلاقات الدولية القائم و القادمة إلي حين ،  لكافة  الدول  أعضاء  المنظمة ، لكن  في أحايين  وظروف معينة تهدد السلم و الأمن الدوليين تمتد أهلية وولاية  ذلك الميثاق   للدول  التي  لم  تنضم بعد لهذه المعاهدة الدولية .

تصدرت ديباجة ميثاق منظمة الأمم المتحدة عبارات إنسانية صاغها قانونيون يحاكون في  مهارتهم – دون تهويل – صائغي المجوهرات  النفيسة، فقد استهلت  ديباجة  ميثاق الأمم المتحدة مثل  هذه  العبارات الآسرة و  الأسرة  في عين الوقت : ”  نحن  شعوب  الأمم المتحدة و قد آلينا  علي أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة ————” ، ” و أن نؤمن من  جديد إيماننا بالحقوق  الأساسية للإنسان و بكرامة الفرد و الأمم  كبيرها و صغيرها ”  ، ” و أن ندفع بالرقي  الاجتماعي قدما و أن نرفع مستوي  الحياة في جو من الحرية أفسح ” ، ” وأن  نعيش  معا في سلام وحسن جوار ” ، “و أن تستخدم  الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية و الاجتماعية للشعوب جميعها ” .

تكشف القصفة الضارية المتوحشة للفيروس الكاسح ، حقيقة العبارات الطوباوية المثالية السابق  ذكرها ، و التي أجمعت علي قبولها الدول  الخمسين المؤسسة  لمنظمة الأمم المتحدة في عام 1945،  و الآن كافة الدول  الأعضاء  في المنظمة التي صارت  مئة و تسع و ثلاثين دولة ، فصار التبر الذي صيغت به مواد الميثاق  الأممي ترابا صدأً .

كشفت الجائحة المداهمة أن ميثاق الأمم  المتحدة ليس فرقانا من  لدن  الديان ، و أفصحت قوائم الضحايا للنائبة – ” كورونا ” -المرعبة أن  ما ذكرناه  من  سالف  العبارات  لا تعدو أن  تكون عبارات رنانة و  مصطلحات رطًانة ، وأن التعاون و التضامن الإنساني  الدوليين  بين  شعوب  الأمم  المتحدة الذي ابتغاه الميثاق،  لم يعد حقيقة  واقعة بعد أن  وقعت الواقعة ، فنار الجائحة استطار شرها فأحالت الأخضر إلي اليابس ، ولم تعد بيانات و تصريحات الدول  و المنظمات قبل  اجتياح الجائحة إلا أصوات  زاعقة صارخة ، وذئاب غادرة  في البرية .

فضحت الجائحة  الشوفينية القومية الكريهة لعديد العدول و التنظيمات الدولية ، وأماطت  اللثام بكل بيان و تبيان ،عن غلبة الذاتية  النرجسية  للدول و المنظمات ، علي ناموس  السلوك الإنساني و الأخلاقي و القانوني أيضا ، ووصلنا  للسمت بعد أن استبد الصمت و النكوص الأوربيين ،  لأن تكفر أكبر  الدول الأوربية  المكلومة بالضحايا و المكروبة بالجائحة ، بمحيطها و تتنصل من جوارها ، و تتنكر لتأسيسها  لأفعل اتحاد دولي بين  كافة المنظمات الدولية القائمة  قاطبة و  هو  الاتحاد  الأوربي ، وهذه الحقيقة القانونية والواقعية ليست مجرد إشارة تاريخية عابرة ، لكنها مسلمة بدهية يجب اعتبارها و  المرور  عليها  مرور  الكرام .

لا جرم ان عبارات  السب و القذف و القدح  التي وجهها  المسؤولون و  الأفراد  الإيطاليون  علي حد السواء لم  تتحاوز  الحد ، حين وصموا النكوص الأوربي عن  نجدتهم أنه “أخون من ذئب ” ،  فقطار  الاتحاد  الأوربي الحالي بدأ  الانطلاق من روما العاصمة الإيطالية التي عقد  فيها اتفاقية روما عام 1957  المؤسسة ، و النواة الباعثة  للتكتل الاقتصادي و السياسي الأوربي الحالي ، وهي الحقيقة التي كانت  تزدهي بها إيطاليا ، وكانت تدونها في  كافة  الأدبيات و  الأسفار  الإيطالية ، وكان الإيطاليون يستسيغونها في الأيام الخوالي ،  وكأنها أحلي  من العسل منذ نيف وستة عقود ، لكنها الآن وبفعل “كورونا ” صارت  أمر من علقم  الصبار .

نضرب  المثال الإيطالي لأنه يذكي ما أطرحه حول  العورات التي تعتري   النظام  العام العالمي ، الذي صارت مبادئه  القانونية و قواعده الراسخة و أخلاقه  المثالية ” رواية دينكوشوتية ” ، فالنفعية الميكا فيلية ردتها أوربا لإيطاليا عند انبجاس  الجائحة ، وخلعت  أوربا عنها عباءة الحضارة ،و تجردت من قيم  التضامن، و كشرت عن وجهها  القبيح ، وتبنت  قانون البحر و شريعة الغاب ، وتنكرت للدولة التي أرست قاعدة  الأساس للاتحاد  الأوربي الحالي ، ولم  تمد دولة واحدة  أوربية أي أيادي وحتي ” رمادية”،  قبل أن تمد لها الدول اللاتينية ” كوبا” ،و العربية “مصر وتونس “، و  الأسيوية ”  الصين الشعبية ” أياديها البيضاء بالغوث و العون و النجدة .

لا  مرية أن  الأوربيين يدركون الحقائق و الوقائع المختلفة التي جعلت الإيطاليين يستبد بهم  اليأس من الخذلان  الأوربي لهم ، فإيطاليا الأن  الدولة التي تقود دول  الإتحاد  الأوروبي في  العملية ” إيريني ” لتطبيق الحظر  الذي فرضه مجاس  الأمن  علي  توريد  السلاح إلي ليبيا ، وإيطاليا أيضا  هي  التي قادت عشرة دول أوربية في عام 1999 في عملية متعددة  الجنسيات لحفظ السلم  الأمن  في ” ألبانيا ” ، و إيطاليا أيضا  هي الدولة  التي تستضيف قواعدها الجوية طائرات حلف  الناتو  ، ولكن تظل  الحقيقة الدامغة الصادمة التي خلفتها و خلقتها الجائحة “كورونا ” ، فاكتساح الجائحة  الأسرع من  البرق و الطرف و السهم ،  و علي مدار تسعين يوما حصدت من أرواح  الإيطاليين أكثر مما تكبدت  إيطاليا في كافة حروبها الدولية الخاسرة في أوربا، و  إفريقيا، و الشرق  الأوسط في  تسعة أعوام 1936-1945 ، ومن ثم يعدو غض  الطرف عن هذه  الحقائق نطق بالهوي .

ما برحت القارة  الشمطاء أن تكشف عن قبح سوءاتها ، ولن تفلح في أن تداري ما كشفته الجائحة ، فتجلت أفظع  عبارات الشوفينية حين أعلن الرئيس الفرنسي “ماكرون ” مؤخرا ،  أن دول  الاتحاد  الاوربي قررت دخول  مواطني الدول  غير الأعضاء بالاتحاد  الأوربي إلي  منطقة “شينجن ” ، وهذه  القرارات التمييزية المناهضة بل  الخارقة لعالمية حقوق  الإنسان لا يعوزها منا ثمة تدليل .

صفوة القول ، لقد فضحت الجائحة “كورونا ” مكامن النظام العام  العالمي جهارا نهارا ، وكشفت المداهمة “كورونا ” عن مدي  الاهتزاز و الاضطراب و الافتقار للانسجام الذي يعتري الجماعة الدولية ، وبالنظر  لكثير العورات وعديد  المثالب  التي خرقت كل  القيم، و تخطت كل  منطق ، و حلت بكل  المناطق ، صار لزاما علي  المجتمع الدولي أن يحيل المثاليات الطوباوية إلي مبادئ قانونية ملزمة لكافة عناصر  الجماعة الدولية ، ويجب أيضا و بعد أن تضع الجائحة  أوزارها أن تعيد الدول و المنظمات الدولية صياغة نظاما عالميا  جديدا يكون عمود  الرحي الذي يدور حوله  ذلك النظام  “التضامن  الإنساني  الحقيقي” ، وأن تعلو في  ذلك النظام حفظ الجنس  البشري علي إرادات  الدول .

ختامًا ، يجب أن يصنع  القانون الدولي دوما من قبل الأخيار و لا يجوز بحال من  الأحوال أن  يصير منحة من  الأشرار .

البروفيسور أيمن سلامة ” أستاذ القانون الدولي العام – مصر 

الموضوع السابق

المشهد السياسي والميداني السوري في أسبوع

الموضوع القادم

أنقرة تتوعد قوات حفتر بعد مقتل قيادي بارز

مواضيع مشابهة

صورة.جلوبال برس
الآراء التحليلية

إيران تعلن استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.. هل تلوح نهاية الأزمة في الأفق؟

يوليو 13, 2025
صورة.إزفستيا
الآراء التحليلية

تصاعد الأزمة الأوكرانية.. ترامب يهدد روسيا بعقوبات قاسية وزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا

يوليو 12, 2025
صورة.تاس
الآراء التحليلية

روبيو يرعى مفاوضات مع حلفاء الناتو لنقل أنظمة “باتريوت” الدفاعية إلى أوكرانيا

يوليو 11, 2025
صورة. orientxxi.info
الآراء التحليلية

د. خالد عمر: استقبال وفد من أئمة أوروبا في القدس

يوليو 10, 2025
صورة. apa-inter
الآراء التحليلية

التحول الكبير: بين احتضار النظام القديم ومخاض ولادة الجديد

يوليو 10, 2025
صورة.ريا نوفوستي
الآراء التحليلية

ما نتائج قمة البريكس في البرازيل وما هي التوقعات من رئاسة الهند؟

يوليو 9, 2025
مواضيع شائعة
مواضيع شائعة

كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون
رياليست عربي ©️ 2017–2025

  • من نحن
  • مهمة وكالة أنباء “رياليست”
  • إعلان
  • سياسة الخصوصية

تابعنا

لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية

Русский/English/العربية