تسربت أجزاء من توجيهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإرشادية لإعادة فتح الاقتصاد الأمريكي في خضم جائحة فيروس كورونا، لتكشف عن خطة من ثلاث مراحل قد تسمح لبعض الولايات بالشروع ربما من الشهر الحالي برفع القيود المفروضة لاحتواء انتشار المرض. طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وفي المرحلة الأولى من إرشادات ترامب، قد تعاود أماكن كبيرة مثل المطاعم وقاعات السينما العمل مع فرض صارم للمباعدة الاجتماعية، وفقا لنسخة اطلعت عليها رويترز. وقد تُستأنف حركة الرحلات غير الضرورية وتفتح المدارس أبوابها مجددا في المرحلة الثانية. وفي المرحلة الثالثة، قد يعود أصحاب الحالات المرضية إلى المخالطة الاجتماعية.
يأتي ذلك والولايات المتحدة الأمريكية تشهد إرتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات والوفيات جراء إنتشار جائحة كورونا بقوة في الولايات الأمريكية، حيث حمل الرئيس ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو الصين ومنظمة الصحة العالمية مسؤولية هذا الإنتشار جراء المعلومات المغلوطة التي قدمتها الأخيرة مما أخر إجراءات الوقاية بحسب الرواية الأمريكية.
وبالتالي إنعكس هذا الوضع إلى إغلاق شبه شامل لكل المرافق الاقتصادية في أمريكا مما سبب حالة شلل للإقتصاد الأمريكي الذي شهدت بورصته والأسهم الخاصة به تراجعاً كبيراً بعد إعلان ترامب الولايات المتحدة منطقة كوارث، رغم إعلانه في البداية أنه وإن قضى عشرات الآلاف أو مئات الآلاف من الأمريكيين، إلا أن الاقتصاد الأمريكي هو المهم، دون أي حساب للإنسان الأمريكي، ووسط ترهل وفشل واضح في النظام الصحي، فبدون جائحة ووباء كان هذا النظام غير مؤمن رغم أن نظام “أوباما كير” لم يستطيع أن يكتمل لا بعهد الرئيس السابق باراك أوباما ولا الرئيس الحالي ترامب، الأمر الذي توضح جلياً وسط هذه الجائحة، رغم قوة الولايات المتحدة في شتى المجالات.
فالإقتصاد الأمريكي هو المهم، خاصة وأنها تتسابق في محاولة لإكتشاف دواء يشفي من هذا الوباء ومن ثم لقاح لتقوم بالتعويض عن خسائرها، ولتتبنى هي هذا الإكتشاف ليعود بالنفع والمكاسب عليها من كل النواحي، وبعيداً عن نظرية المؤامرة والحرب البيولوجية، فهذا الأمر من المبكر التأكد منه أو حتى توجيه أصابع الإتهام إلى أي جهة كانت طالما الدول الكبرى تعاني منه.
فخطة الرئيس الأمريكي تندرج تحت إطار إعادة فتح الولايات جزئياً دون الإلتفات إلى أن الإصابات تقترب من أن تكون أضعاف مضاعفة عن باقي دول العالم، فكله من الممكن إن تم تأمين معايير السلامة والتعقيم ممكناً لكن عودة المخالطة يضع الشعب الأمريكي على مفترق طرق قد تكون خطة أمريكية للتخلص من الكبار في السن في الولايات المتحدة، الأمر الذي لن يقبل به حكام الولايات الخمسين، نظراً للوضع الخطير الذي يعانوه الآن.
من هنا، إن جل ما يهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو النهوض بالإقتصاد الأمريكي على حساب الأرواح والوضع الصحي العام، خاصة وأن الصين المنافس الأكبر لترامب إستطاعت تجاوز هذه الأزمة على الأقل على الصعيد الداخلي، فلقد قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي أن الإرشادات التي أعلنها ترامب بشأن استئناف النشاط الاقتصادي غامضة ومتناقضة، ما يعني أن الداخل الأمريكي غير راضٍ أو مقتنع أساساً في هذا الطرح، فهل ما يقوم به ترامب هو التخلص من الأعداد الزائدة في بلاده، سؤال ستتحدد الإجابة عليه في ضوء المستجدات التي سيدلي بها مسؤولي البيت الأبيض والكونغرس إضافة إلى الأحزاب الأمريكية المعنية بالوقوف إلى جانب عامة الشعب وسط هذه الجائحة.
فريق عمل “رياليست”