طلب الكونغرس الأمريكي من رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، تقديم إيضاحات بشأن استجابة المنظمة لجائحة فيروس كورونا، متهماً المنظمة بالتغاضي عن “كذب” الصين، بما يخص انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد -19″، طبقاً لموقع “الخليج أونلاين“.
وجاء ذلك في رسالة وجهها السيناتور الجمهوري تود يانغ، رئيس اللجنة المعنية بالمؤسسات المتعددة الأطراف التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إلى رئيس منظمة الصحة العالمية.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام قليلة، أن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع تمويلاً سخياً لمنظمة الصحة العالمية والتي يرى أنها منحازة إلى الصين، الأمر الذي قد يعلق مساهمة واشنطن حيالها، ثم قال إنه سيعيد التفكير والنظر بهذا الأمر، ليأتي عضو الكونغرس الأمريكي “يانغ” بالمطالبة بالتحقيق مع رئيس المنظمة “جيبريسوس” حول هذا الأمر.
إن واشنطن تتذرع بالصين التي ترى أن منظمة الصحة العالمية منحازة لها بشكل واضح ما يفرض عواقب خطيرة جرّاء ذلك في المستقبل، رغم أن المراقبين الصينيين قد ضللوا المنظمة بتقاريرهم حيال فيروس كورونا المستجد حسب زعم “يانغ”.
إلا أن الحقيقة أن الإدارة الأمريكية وبعد تفشي فيروس كورونا فيها أغلب الولايات الأمريكية دفع بالمسؤولين الإقتصاديين في واشنطن إلى دراسة كل التبعات التي سيلقي بظلاله عليها وباء كورونا والخسائر المحدقة التي ستجعل من إنهيار الاقتصاد الأمريكي قيد الإنهيار وتعرضه لإنتكاسة وأزمة ربما ستكون أخطر من أزمة العام “2008” وبالتالي ستعمل الإدارة الأمريكية على إتباع سياسة التقشف من خلال وقف التمويلات الخارجية لكافة المنظمات، فقد كان لها تجربة سابقة في هذا الخصوص عندما طالبت من زعماء الدول الأوروبية دفع الأموال من أجل تمويل حلف شمال الأطلسي – الناتو.
لقد إعتادت الولايات المتحدة أن تعمل على تطبيق وتفعيل نظام “الأتاوات” عبر إجبار الدول والمنظمات والأفراد بالدفع عنوةً كما حدث مع بعض دول الخليج، بحجة حمايتهم من إيران، لتمويل قواعدها العسكرية المنتشرة هناك، فقبيل إتهام منظمة الصحة العالمية بهذا الأمر سبق وأن أطلقت تسميتها الخاصة على جائحة كورونا وأسمتها “فيروس الصين”.
فهي بذلك تعمل على وقف التمويل من هذه الذريعة ليتبعها إيقاف نشاطات مشابهة في وقتٍ لاحق وليس ببعيد، تعويضاً عن الخسائر التي أسقطت ميزانها التجاري بعدما فقد أكثر من 6 مليون أمريكي وظائفهم في أقل من شهر من إنتشار الفيروس، ولن يقتصر الأمر على هذه الناحية فقط، فقد أصبحت الولايات المتحدة حالياً مجبرة على خوض بعض الحروب الصغيرة تحت أي ذريعة وهي المتخصصة بمسألة “الذرائع” إذ من المتوقع أن تكون البداية بهجوم عسكري مرتقب على العراق بحجة إستهداف وكلاء إيران فيها، ولأجل توطين نفسها في ضوء مطالبات كثيرة من العراق الرسمي بإنسحابها، ما يعني أن هذا الأمر أصبح من الماضي، وأن البداية فقط هي مسألة وقت.
من هنا، الجميع يعلم أن جل المنظمات الدولية بطبيعة الحال هي مرتهنة للإدارة الأمريكية وتتبع السياسة الغربية بشكل عام، فهذا الأمر ليس إلا توفير مالي على حساب إبطاء الأبحاث المعنية التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية في إطار الجهود المبذولة لإيجاد علاج ولقاح أو تطوير دواء يكافح إنتشار هذا الفيروس المستجد.
فريق عمل “رياليست”