قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: “إن التقرير الجديد لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يعتبر أحدث إضافة إلى مجموعة كبيرة ومتنامية من الأدلة على أن الحكومة السورية تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبها”، وأضاف في بيان أن واشنطن تقدر أن الحكومة السورية تحتفظ بكميات كافية من المواد الكيماوية، لا سيما السارين والكلور، وخبرة من برنامج الأسلحة الكيماوية التقليدية لاستخدام السارين في إنتاج ونشر ذخائر من الكلور، وتطوير أسلحة كيماوية جديدة، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
لم يعرف العالم ككل، ماهية هذه التقارير التي تستند إليها الولايات المتحدة الأمريكية في شيطنة الدول التي لا تدور في فلكها، وتنسب إليها تًهم غير صحيحة ومنافية للمنطق والعقل، إلا انه وعلى المقلب الآخر، أصبح من المعروف أن واشنطن عندما تضع هكذا تقارير نصب عينها، يأتي في سياق خطط أخرى تعمل على تمريرها، عبر إشغال الرأي العام بملفات أخرى، ريثما تنتهي مما تحيكه.
ومع هروب سجناء من سجن الصناعة في محافظة الحسكة السورية، الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، “قسد”، جلّهم من تنظيم داعش، ذكرت مصادر عديدة أن القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة ساعدت على تهريبهم، فيما أكدت مصادر أخرى أنها نقلت ثمانية قادة من التنظيم إلى العراق، ضمن سياق ما تعده لإحياء داعش وإعادة خلط الأوراق مجدداً في العراق، فما سرد هذا الملف وعودة إتهام سوريا، إنما المقصود حرفياً هو العراق، خاصة وأن هناك اجتماع مرتقب بين واشنطن وبغداد حول وجود القوات الأمريكية في العراق.
وبالعودة إلى موضوع الأدلة التي تمتلكها واشنطن، فهذه محاور جديدة تعمل على تغطية فشلها في إدارة أزمة وباء كورونا وتدني شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جراء هذا الأمر، ما دفعهم إلى فتح ملفات قديمة، فمن المعروف أن سوريا تخلصت من ترسانتها الكيميائية إثر اتفاق روسي – أميركي في العام 2013، وهذا مثبت بالدليل القاطع، ويقابل ذلك وبالدليل سرقة واشنطن للنفط السوري العلني، فلا يفهم كيف تلقي الإتهامات على الدول بينما هي تحتل وتسرق وتقتل وعلناً!
إن إتهام بومبيو ويتحدث فيه حول مسألة هي من العام 2017 وتحديداً عن منطقة اللطامنة في ريف حماة والتي يوجد فيها أو على مقربة منها نقاط مراقبة تركية وهي ضمن مثلث مناطق خفض التصعيد، فمن المعروف عن غاز السارين أن يشل الأعصاب ويقضي على الشخص، لكن لم نسمع بحادثة واحدة من هذا النوع إلا في التقارير الأمريكية والغربية، ولا عجب أن نسمع عن تقرير في يوم من الأيام بأن سوريا هي سبب إنتشار فيروس “كوفيد -19” في العالم، وهذا غير بعيد ولا مستحيل إن كان يصب في مصلحة واشنطن.
من هنا، إن قلق واشنطن الأكبر هو من ترك الساحة متاحة لإيران في العراق، فتعمل على إعادة ضبط عقارب ساعتها لأن تطلب بغداد المركزية منها البقاء وذلك حفظاً لماء الوجه، حيث تتركز هجمات الإرهابيين في الوقت الحالي على الحدود العراقية – السورية بشكل متتابع، وما نقلها لمنظومة الـ “باتريوت” إلى قاعدة عين الأسد في العراق إلا دليل على انها أعدت العدة قد تكون هي مشاركة فيها أو يكون عبر وكلائها من الإرهابيين، فإحياء ملف السلاح الكيماوي وإتهام سوريا، ما هو إلا تحريف الأنظار عما يُحاك للعراق.
فريق عمل “رياليست”