واشنطن – (رياليست عربي): لا تزال تداعيات الهجوم الذي استهدف الناقلة ميرسر ستريت قبالة ساحل سلطنة عُمان مستمرة. فقد تعهدت الولايات المتحدة بـ”رد جماعي” مع حلفائها على إيران بعد الهجوم، طبقاً لوكالة “فرانس برس“.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: “نحن على اتصال وثيق وتنسيق مع المملكة المتحدة وإسرائيل ورومانيا ودول أخرى. وسيكون الرد جماعياً” على الهجوم الذي نفت إيران أن تكون ضالعة فيه، كما كرر الإشارة إلى أن بلاده خلصت إلى استنتاج مفاده أن إيران كانت وراء الهجوم الخميس بطائرة مسيرة على ناقلة النفط ميرسر ستريت.
استثمار الحدث
بعد أن ماطلت إيران لكثير من الوقت بخصوص مفاوضات الملف النووي الأخيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأرجأتها حتى تعيين الرئيس المنتخب، إبراهيم رئيسي السلطة هذا الشهر آب/ أغسطس، جاءت حادثة استهداف الناقلة النفطية كورقة جاهزة استخدمتها واشنطن للضغط على طهران من ناحيتين:
الناحية الأولى: اختبار حقيقي أول للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد تنصيبه، خاصة وأن لا يملك سمعة حسنة لدى الأوساط الغربية، إلى جانب دوره من المفاوضات في مسألة النووي مع واشنطن.
الناحية الثانية: ورقة ضغط ستستخدمها الولايات المتحدة حول ملف الحوثيين للقبول بتسوية تكون مناسبة لحلفاء واشنطن في الخليج، لكن هذه المرة عبر ضغط من إيراء على الحوثيين.
وفيما يتعلق بالملاحة البحرية، وصف بلينكن هذا الحادث بأنه تهديد مباشر لحرية الملاحة والتجارة، وقال: “لقد رأينا سلسلة من الأفعال التي قامت بها إيران على مدى أشهر عدة، بما فيها ضد حركة الشحن، لذا لست متأكداً من أن هذا الفعل بالتحديد هو أمر جديد أو ينذر بشيء ما، بطريقة أو بأخرى، بالنسبة إلى الحكومة الجديدة”، مضيفاً: “لكن ما يقوله هو أن إيران تواصل التصرف بقدر هائل من اللامسؤولية”.
هذا يعني أن هناك تضييق شديد قادم على إيران بعدما تنفست الصعداء عقب دخولها جولات جديدة من المفاوضات حول الاتفاق النووي، وكان قد ذكر بلينكن في أكثر من مناسبة أن صبر الولايات المتحدة سينتهي قريباً، ويبدو أن مرحلة الضغط الأقصى قد بدأت، فإما أن تذعن إيران وإما القادم عليها سيكون شديد الصعوبة، ولن ينفع معها أن تحرك جبهة العراق، لأن الولايات المتحدة قد ثبتت أقدامها في العراق وبطلب رسمي جديد عقب زيارة مسؤولين العراق الأخيرة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن.
خاص وكالة “رياليست”.