موسكو – (رياليست عربي): التقى المندوب الدائم لروسيا الإتحادية لدى المنظمات الدولية في فيينا، سعادة السفير المفوض (ميخائيل أوليانوف) مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (رافائيل غروسي)، ونقل إليه دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً، ليقوم المسؤول الأممي بزيارة عاجلة مع وفد من الخبراء العالميين إلى محطة (كورسك) النووية الروسية، والوقوف على الوضع الأمني والعسكري هناك، وإجراء تقييم لما يحدث هناك من حوادث أمنية وعسكرية، خاصةً وأن (رافائيل غروسي) نفسه كان قد أشار إلى المخاطر المحتملة على الأمن النووي في محطة (كورسك) الروسية النووية، وذلك على خلفية تواصل اجتياح القوات الأوكرانية لمقاطعة كورسك.
- وقد طالبت وزارة الخارجية الروسية من وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تقديم تقييم موضوعي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها الوفد الدولي إلى محطة كورسك للطاقة النووية، حيث أكدت موسكو أن هذا التقييم الموضوعي ليس لتأييد موقف موسكو السياسي فحسب، ولكن لصالح المعلومات الواقعية، لأن ذلك سيكون ضماناً للأمن النووي الدولي والإقليمي، ولمنع تطور أي سيناريو من السيناريوهات الكارثية التي تسعى إليها قوات نظام كييف، والتي ستؤدي إلى مسار كارثي للغاية على الصعيد البيئي، وهو ما يدفع نظام كييف الجميع نحوه بكل تهور.
- وقد أعلنت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية (ماريا زاخاروفا) إلى أن الغرب الجماعي يحاول إسكات الأشخاص الذين يعملون في مثل هذه المنظمات الدولية، ولا يسمح لهم بقول الحقيقة أبداً، لأن (الهيمنة الغربية على المنظمات الدولية) لا تتعلق فقط بهذه المنطقة من العالم، أو بهذه الفترة التاريخية على وجه التحديد، بل بدأت تدريجياً منذ زمن على أساس منهجي ومنظم.
- وأوضحت (ماريا زاخاروفا) أن الجانب الروسي يبذل قصارى جهده لتمكين إدارة الوكالة الدولية الذرية، من رؤية الصورة الموضوعية للوضع في محطات الطاقة النووية المذكورة، وتقييم الأعمال الإجرامية لنظام كييف الذي اتهمته زاخاروفا بأنه شرع بالتجهيز لتنفيذ هجوم إرهابي يستهدف محطة كورسك للطاقة النووية، محذرة من كارثة تواجه أوروبا في حال تنفيذ ذلك الهجوم الأوكراني، الذي وصفته زاخاروفا بأنه ذو نوايا إرهابية.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
يرى العديد من المراقبين و المحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتطوراتها اللوجيستية أمنياً وعسكرياً، مثل الخبير العسكري والأمني الضابط السابق في القوات الخاصة الروسية (ألكسندر أروتيونوف)، أن الهدف الرئيسي لنظام كييف من مهاجمته لمنطقة (كورسك) هو محطة الطاقة النووية في (كورشاتوف)، لأن هجمات الطائرات المسيرة المعادية من قبل الأوكرانيين على هذه المنشأة الروسية ذات الأهمية الإستراتيجية تؤكد ذلك بالفعل، رغم تحذيرات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية (رافائيل غروسي) من خطورة هذه الخطوة.
- ويضيف الخبير الروسي (ألكسندر أروتيونوف) إلى أن المخابرات العسكرية الروسية، ومنذ بدء عملية الإجتياح الأوكراني لمقاطعة (كورسك) وحتى الآن، ما زالت تتابع بدقة ومهنية تنقلات العدو الأوكراني، حيث تشير المعلومات الأمنية والإستخباراتية بأن نظام كييف، كان يطمح في مطلع توغله بداية شهر أغسطس الجاري للسيطرة على مركز توزيع الغاز في منطقة (سودجا)، ولكنه لم يستطيع القيام بذلك، حيث قامت القوات الروسية بطرد القوات الأوكرانية من تلك المنطقة، ولذلك بدأ قوات نظام كييف حالياً تخطط بشكل جدي لمهاجمة محطة (كورسك) للطاقة النووية.
- ولهذا السبب، يضيف الخبير العسكري والأمني (ألكسندر أروتيونوف) بأن هيئة الأركان العامة الروسية، قد وضعت الخطط المناسبة بسرعة وأرفدت القوات العسكرية بشكل عاجل لـتأمين محطة (كورشاتوف)، كما أحاطت محطة (كورسك) للطاقة النووية هي الأخرى، بما يكفي من القوات البرية ووسائل الحماية للدفاع عنها، وهو الأمر الذي أحبط العدو الأوكراني لأنه كان يطمح في السيطرة على هذه المحطة النووية الهامة، وإلا لماذا أراد نظام كييف أن يقوم بهذه المغامرة العسكرية التي ستجعله يدفع الثمن باهضاً، سواءً على صعيد الخسائر البشرية أوعلى صعيد الخسائر المادية.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.