بيروت – (رياليست عربي): قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن سفناً محملة بوقود إيراني ستبحر قريباً لتخفيف أزمة الوقود في لبنان تتبعها سفن أخرى، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وأكد نصر الله أن الحزب لا يسعى بشراء الوقود لتكون بديلاً عن الدولة، مضيفاً أن السفينة الأولى التي أعلن الحزب يوم الخميس أنها على وشك الإبحار قد أبحرت بالفعل، وقال نصر الله: “نحن لسنا بديلاً عن الدولة…ولسنا بديلاً عن الشركات التي تستورد النفط”، دون أو يوضح كيفية دخول الشحنات للبلاد.
على مفترق طرق
يبدو من هذه التصريحات التي لا تخلو من التهديد المباشر وغير المباشر في طياتها، أن لبنان مقبل على أزمة سياسية جديدة، خاصة في ظل خلافات شديدة مع حزب الله نفسه، ومن إيران التي سبق وأن عرضت مساعدتها، لكن لم تلقَ ترحيباً من أحد، وسبق أن عرضت الولايات المتحدة حل أزمة الوقود عبر توريد الغاز المصري، عبر الأردن وسوريا إلى لبنان، دون أن يصدر أيضاً أي تعليق رسمي من قبل الحكومة اللبنانية.
المؤكد حتى الآن، أن البلاد تعيش أزمة اقتصادية خانقة، وأزمة وقود وأزمة كهرباء وصحة، وبات الوضع لا يُحتمل، وما إسراع الحزب لاستيراد الوقود الإيراني إلا لامتصاص غضب القاعدة الجماهرية التي يمتلكها في لبنان وبالأخص في الجنوب اللبناني.
عقوبات دولية
تذرع خصوم الحزب بأن استيراد الوقود الإيراني قد يلقي بظلاله على هذا البلد المنهك، من خلال فرض العقوبات على القطاعات الأخرى، ما قد يعيق الاقتصاد مستقبلاً خاصة وأن الأمور بلغت حداً غير مسبوق من النقص في كل شيء تقريباً، بالتالي، سيفتح وصول الوقود الإيراني فصلاً جديداً في الأزمة المالية التي فشلت الدولة اللبنانية وأطراف الحكم، ومنها حزب الله، في علاجها في ظل نقص الوقود الذي تسبب في اندلاع أعمال عنف مؤخراً.
والجدير بالذكر أن الأزمة اللبنانية مستمرة منذ عامين، ومن سيء إلى أسوأ، على كافة الأصعدة والتي قد يجد البعض من وصول الوقود الإيراني بارقة أمل، بالتالي هذا سيعزز موقف حزب الله، لكن على المقلب الآخر، لن يُسمح بذلك ربطاً مع العرض الأمريكي، وبينهما، يبدو أن التجاذبات السياسية لا أحد يدفع ثمنها سوى الشعب اللبناني، فهل لبنان مقبل على أزمة جديدة؟ هذا ما سيتبين في القادم من الأيام.
خاص وكالة “رياليست”.