بيروت – (رياليست عربي): ذكر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن المخرج الوحيد لأزمة لبنان المالية هو “تشكيل حكومة جديدة”، وقال في مقابلة تلفزيونية “الشيء الواقعي الوحيد أمام اللبنانيين اليوم هو أن يتفضل رئيس الحكومة المكلف بالتعاون مع الرئيس بتشكيل حكومة”، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وأضاف أن ثمة سبيلين لحل الأزمة، وهما أن يلتقي الزعيمان ويتخذا قراراً بشأن الحكومة أو أن يفعلا ذلك “بمساعدة صديق”، وقال نصر الله “الصديق الوحيد القادر على أن يقدم المساعدة هو دولة الرئيس نبيه بري لموقعه ومكانته وتجربته الشخصية”.
استفحال الأزمة
إن الأزمة اللبنانية، قطعت حدود المعقول في طرق معالجتها، وأصبحت ملفاً شائكاً، بعد أن كان هناك إمكانية سابقة للحل، وكلما تقدّم الوقت، كلما بات من الصعب إيجاد مخرج حقيقي للأزمة للأسباب عينها، تتجدد في كل مرة، فكثرة المحاصصات السياسية والزعامات تعيق فكرة الحل من أساسه، وفي كل مرة يبدي نصر الله رأيه في التطرق إلى وضع حلول من شأنها إنقاذ البلاد من أتون المجهول، لكنه دائماً ما يحصر إمكانية هذا الحل بيد “البيت الشيعي” إما عن طريق إيرانياً من الناحية الاقتصادية، أو عن طريق حليفه رئيس كتلة “أمل” نبيه بري، فهو هنا إما يريد نسب النجاح وإنقاذ البلاد في حال تحقق ذلك، إلى الكتلة “الشيعية” الأضخم في البلاد، أو يريد التملص من فكرة أن حزب الله وحركة أمل يعيقان الحل، في حال خرجت بعض الفرق اللبنانية الأخرى التي تعتبرهما أحد أسباب الأزمة اللبنانية، وبالأخص حزب الله ما بعد تدخله في الحرب السورية.
لا حلول مرتقبة
بعد أن قدمت فرنسا أكثر من مبادرة لحل الأزمة السياسية في لبنان، وعندما لم يتحقق شيء أصدرت تعليمات تتعلق بمعاقبة الساسة اللبنانيين وصلت إلى حد منعهم الدخول إلى أراضيها، لكن ذلك لا يتعلق بالحل من عدمه، إنما يتعلق بزيادة الضغط على لبنان سياسياً واقتصادياً، بالنظر إلى مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وفكرة التطبيع المرفوضة إلى الآن جملةً وتفصيلاً من قبل ساسة لبنان، وبالتالي كل ما يحدث ليس أكثر من مناورات غربية تضغط من خلالها على القاعدة الشعبية لحزب الله وتأليبه ضدها، وبالتالي تمرير الأجندة المتوقعة وهي مناقشة أمر التطبيع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك كتلاً لبنانية صغيرة الحجم، لن تمانع أبداً من هذه المسألة، ليس إلا نكايةً بحزب الله ومحوره، فهذا الانقسام الحاصل وهذه الهوة إلى مزيد من الاتساع، ومن الآن يمكن اعتبار لبنان بلد منكوب، حتى على صعيد المساعدات الإنسانية، لن يحقق شيء، وسيبقى رفض الأفرقاء الآخرين التطبيع مع إيران أو حتى فتح خط مع سوريا، لأنهم وباختصار أدوات للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
عدو وحليف
وإذا كان إيران هي مرآة حزب الله في لبنان، ينظر إليها قسم آخر على أنها عدو، ومهما بلغ الوضع من سوء، لا يقبلون أية مساعدات منها، رغم أن حزب الله استطاع إلى الآن، مد قاعدته بكل مستلزمات العيش المقبول عبرها، لكن لا ينظر الفريق الآخر، إلا على أن إيران تريد تمرير أجندة معينة تتعلق بالداخل الفلسطيني عبر لبنان، من هنا نجد الجنون الإسرائيلي والرفض التام بما يتعلق بمسألة بمفاوضات الملف النووي، فلقد توقع بعض المحللين، أن نجاح الملف النووي مع إيران سينعكس إيجاباً على الداخل اللبناني، لكن ذلك رهن تشكيل الحكومة التي إلى الآن لا يوجد قرار سياسي موحد حولها، وبالتالي إن الفراغ السياسي الحاصل، هو ما يريده الغرب من جهة، وكذلك بعض الدول الإقليمية.
أخيراً، إن تشكيل الحكومة هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان من الانهيار المالي، هذا الانهيار الاقتصادي، دفع الكثير من السكان اللبنانيين إلى هاوية الفقر ويشكل أكبر تهديد لاستقراره منذ حربه الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990، وبالتالي لبنان اليوم بحاجة إلى معجزة للنهوض قليلاً من العجز السياسي والاقتصادي الذي يعتريه.
فريق عمل “رياليست”.