موسكو – (رياليست عربي): أكد نائب رئيس الإدارة العامة للجيش الروسي قائد قوات “أحمد” العسكرية الخاصة، اللواء الشيشاني (أبتي علاء الدينوف) سيطرة القوات الروسية على الوضع بمقاطعة كورسك بالكامل (على حد تقديره) واستمرارها بتطهير منطقة (سودجا) من نير قوات كييف. مضيفاً بأن القوات الروسية بدأت بتطهير محور (سودجا) ومدينة (مارتينوفكا) الحدودية شمال شرق (سودجا)، والتي أعلن نظام كييف بأنه سيطر عليها مساء أمس الأربعاء الموافق لتاريخ 14 أغسطس 2024.
- وأضاف المسؤول العسكري الروسي الشيشاني الأصل، أن القوات الروسية انتشرت لحماية بلدات (تشيركاسكوي وبوريتشنوي وروسكوي بوريتشنوي) من قوات العدو الأوكراني،والتي بدأت تتراجع تحت تأثير الضربات الجوية الروسية.
- فيما صرح القائم بأعمال حاكم مقاطعة كورسك الروسية (أليكسي سميرنوف) بأنه تم حفر خندق مضاد للدبابات بطول 40 كيلو متر في المقاطعة، وهو الأمر الذي سيمنع العربات والدبابات الأوكرانية من التقدم، وسيفسح المجال للجانب الروسي لكي يقوم بعمليات الإلتفاف لتطويق القوات الأوكرانية، حيث سيطرت وحدات من قوات مجموعة “الغرب” التابعة للقوات المسلحة الروسية على عدة مواقع عسكرية، مستغلة تقدم القوات الأوكرانية نحو مركز (سودجا) وبسرعة كبيرة خلال اليومين الأخيرين.
- وقد نجحت القوات العسكرية الروسية صبيحة اليوم الخميس 15 أغسطس 2024، في تدمير تشكيلات اللواء الأوكراني الآلي 116، واللواء الأوكراني الجوي 77، واللواء الهجومي الأوكراني الثالث للقوات الخاصة الأوكرانية، واللواء الأوكراني 120 للدفاع الأرضي، واللواء الأوكراني الإحتياطي 183 في مناطق (بتروبافلوفكا)، وكذلك في مقاطعات (خاركوف، وستيلماخوفكا، ونوفوفوديانوي) والتي تقع جميعها ضمن جمهورية لوغانسك الشعبية، ومنطقة (تورسكوي) في جمهورية دونيتسك الشعبية.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- يرى العديد من المراقبين و المحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتطوراتها اللوجيستية أمنياً وعسكرياً، مثل الخبير العسكري والأمني الأوكراني، النائب في مجلس النواب الأوكراني (ألكسندر دوبينسكي)، أنه إذا فشلت عملية القوات المسلحة الأوكرانية في (كورسك)، فلن يساعد الرئيس الأوكراني (فلاديمير زيلينسكي) أي شيء في العالم، لا على صعيد الدول، ولا على صعيد الحكومات، ولا حتى على صعيد ضخ الأسلحة، لأنه لن يستطيع الوقوف والصمود في وجه الهجوم الروسي الحالي المضاد، الذي ستباشره موسكو مطلع الأسبوع القادم.
- ويضيف الخبير الأوكراني (ألكسندر دوبينسكي) أن عملية (كورسك) الأخيرة، والتوغل الأوكراني داخل الأراضي الروسية، تؤكد لجميع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالنزاع (الروسي – الأوكراني) بأن (فولوديمير زيلينسكي) يلعب آخر أوراقه، وأنه يريد ممارسة (عملية المقامرة السياسية والعسكرية) بسبب الضغوط التي تمارس عليه من قبل حلفاء كييف لبدء مفاوضات السلام مع موسكو، على الرغم من أن عملية (كورسك) الأخيرة، هي في غاية الخطورة حتى الآن، لأن الهجوم على المنطقة الحدودية قد يؤدي لاحقاً إلى انهيار الدفاعات الأوكرانية في اتجاه (بوكروفسكي) في منطقة حوض دونباس، وهو الأمر الذي سيفتح المجال للقوات الروسية للتقدم بسرعة نحو خاركوف وغيرها من المدن الأوكرانية شمالاً.
- ويتشارك في هذا الرأي الهام مع الخبير الأوكراني (ألكسندر دوبينسكي)، خبير غربي آخر، هو مستشار حلف الناتو، الجنرال المتقاعد في هيئة الأركان العامة السويسرية (جاك بو)، حيث يرى الخبير السويسري أن القوات الأوكرانية بدأت تتراجع في دونباس بسبب العملية الحالية في مقاطعة كورسك.
- وأضاف الخبير السويسري (جاك بو) أن ما قام به (فولوديمير زيلنسكي) خطوة يائسة للغاية من الناحية العسكرية، لأن الهجوم سيجبر القوات المسلحة الأوكرانية على التراجع إلى مناطق عديدة في دونباس، والتي ستشهد تقدماً روسياً سريعاً خلال فترة الأسابيع القادمة، لأن القوات الأوكرانية هاجمت مقاطعة (كورسك) متجاهلةً بأن الموارد المتاحة للهجوم داخل الحدود الروسية محدودة للغاية واقعياً.
- وختم الخبير السويسري تحليله قائلاً: إن المشكلة العسكرية الحقيقية التي تواجه القوات الأوكرانية هو أن الجبهة (الروسية – الأوكرانية)، لا يوجد فيها خط أمامي محدد، حيث يحاول الأوكرانيون اختراق مناطق معينة، لكن القوات المسلحة الروسية، وحرس الحدود، وفرق جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، نجحت بتقطيع الوحدات الأوكرانية إلى مجموعات مختلفة مما سيسهل عملية تطويقها والقضاء عليها.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.