أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قرر إرسال تعزيزات عسكرية إلى قواته على الحدود مع لبنان، وقال بيان للجيش: “نظرا لتقييم الوضع، تقرر إرسال تعزيز معين بقوات مشاة إلى القيادة الشمالية العسكرية على الحدود مع لبنان، ولم يكشف بيان الجيش مزيداً من التفاصيل بشأن حجم التعزيزات التي تنوي إسرائيل إرسالها إلى المنطقة الحدودية، إلا أن المتحدث باسمه قال إن القرار يأتي لدعم القوات المتواجدة هناك، طبقاً لموقع قناة “سكاي نيوز عربية“.
منذ إغتيال قائد فيلق القدس “قاسم سليماني” وسخونة الوضع آنذاك لم تتطور الأمور لأن تتصاعد الأحداث وتصل إلى مستوى إندلاع حرب في المنطقة، إلا أن المستجدات الأخيرة الحاصلة في المنطقة ككل، عوامل كلها توحي بأن المنطقة عل صفيح ساخن، و ذلك مع تكرار الغارات الإسرائيلية على سوريا، وإنتقائها لمواقع محددة يتواجد فيها قوات إيرانية، وقوات من حزب الله، فبإحدى الغارات في منطقة الديماس، بريف دمشق، أصابت بشكل مباشرة سيارة كانت تقل جنوداً لحزب الله، لكن لم يصب أحد حينها، في حين الغارات الأخيرة، على جنوب دمشق، نعت المقاومة اللبنانية جندي من جنودها، وفي سياسة وعُرف حزب الله، هذا يعني أنها سترد على ذلك، ولن تقبل إلا بالثأر للجندي، وإسرائيل تدرك ذلك جيداً.
وبالتالي، إن قرارها إرسال التعزيزات أصبح واضحاً، لكن وبعد غارات تل أبيب الأخيرة على سوريا، أغلقت إسرائيل المجال الجوي فوق الجولان السوري المحتل، دون توضيح الأسباب، لتعترض بالأمس، مقاتلات أمريكية في مثلث التنف، في المنطقة 55 الواقعة تحت سيطرة القوات الأمريكية، طائرة ركاب إيرانية فوق التنف بالقرب من الحدود مع العراق، والتي تعرض ركابها لجروح، حيث أعلنت إيران أنها بصدد إنتظار إنتهاء التحقيقات اللازمة لأخذ الإجراءات المناسبة، مهددة الولايات المتحدة، بالرد بشكل واضح وصريح.
ويتزامن مع كل هذه الأحداث وجود وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في زيارة إلى لبنان، بحث فيها ملف اللاجئين السوريين، وقوات اليونيفيل على الحدود الشمالية مع إسرائيل، إضافة إلى بحث ملف المقاومة من بوابة اليونيفيل، وإجتماعه بالبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي طالب بحياد لبنان عن المشاكل الإقليمية، وأنه سيعرض هذا الأمر على الفاتيكان، كل هذه العوامل مجتمعة، تهدف إلى خنق لبنان “المقاومة” وفرض أجندة غربية عليه، إما بتطبيق إملاءاتها أو زيادة الضغط عليه، ليكتمل المشهد مع التحشيد العسكري الإسرائيلي على الحدود، في توقع لحدوث تطورات “بالنار” لم تعد سياسية على الإطلاق.
من هنا، إن سخونة الأوضاع الحالية ستخلق واقعاً جديداً يفرض مواجهة محتملة بين حزب الله وإسرائيل، وقد هدد الأمين العام للحزب حسن نصرالله في خطابه الأخير، إن لم يتم معالجة هذا الوضع، وإيقاف الضغط على لبنان، سيبادرون بالرد، إلا أن هذه المستجدات، وسط جائحة فاقمت الأوضاع سوءاً، لا يبشر بخير قادم، فمن جهة، الوضع الليبي يعتبر من الملفات الساخنة، وكذلك الوضع في العراق ليس جيداً، وفي سوريا، كذلك الأمر، أما في لبنان فالوضع لا يحتمل على الإطلاق، وسط نظام طائفي ومنقسم، ينذر بأن حرباً ما قادمة، وإلى أن تحدث، سيتم التموضع والتحضير لها جيداً من قبل جميع الأطراف.
فريق عمل “رياليست”.