تستضيف ألمانيا يوم الأحد المقبل 19 ديسمبر/ كانون الأول 2020، قمة بشأن ليبيا يشارك فيها طرفا النزاع والداعمون الرئيسيون لهما في الخارج ومبعوثون من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وتركيا وإيطاليا، وذكرت متحدثة باسم الحكومة الألمانية أن برلين دعت المشير خليفة حفتر وفائز السراج لحضور الاجتماع لكن لم يتضح إن كانا سيحضران. طبقاً لوكالة رويترز.
مع إعلان القمة المرتقبة في برلين، سارع النظام التركي للقول إنه من السابق لأوانه البت برفض المشير حفتر التوقيع على إتفاق وقف إطلاق النار بشكل نهائي، حيث إنتهى الاجتماع الأخير في موسكو بقول حفتر “إنه سيدرس التفاصيل ويقيّمها ويقرر”، الأمر الذي إعتبرته أنقرة لربما موافقة مبدئية، إلا أن حفتر نهى الموضوع في حال لم تنسحب القوات الأجنبية وتلغى الإتفاقيات الموقعة بين تركيا والوفاق لن يتم التوقيع على أية هدنة لا الآن ولا في المستقبل.
لكن يبدو أن تركيا تحاول إستثمار هذا الوضع لتكسب بعض الأوراق قبيل إنعقاد قمة برلين، خاصة وأن بعض الدول المدعوة ترفض التواجد العسكري التركي في ليبيا، الأمر الذي سيصطدم به الأتراك في ألمانيا، خاصة وان هناك فريقاً تركيّاً وصل إلى ليبيا ومهمته التدريب، وهذا من الناحية النظرية، لكن من الناحية العملية فقد أصبح الجميع يعلم أن تركيا نقلت الجهاديين من سوريا إلى طرابلس، ومستمرة في شحنهم إلى المعارك، بعد معلومات ذكرت أن روسيا قد أرسلت قوات في الخفاء لدعم المشير حفتر، حيث إعتبرت أنقرة أنه من حقها إرسال وات عسكرية أسوةً بروسيا.
وعلى الرغم من هذا التأكيد التركي ومعرفتها بأن الإتحاد الروسي يدعم الجيش الوطني الليبي وحفتر، إلا أنها قبلت أن يجتمع طرفا النزاع في موسكو وبوساطة روسية، رغم يقينها أن روسيا ستميل حتماً لما يناسب المشير حفتر أكثر مما يبدو الوضع عليه، فيما رأت فرنسا وعبر وزير خارجيتها جان إيف لودريان أن جهود روسيا لوقف إطلاق النار ليست كافية ويتوجب عليها الضغط اكثر من ذلك، داعياً إلى بذل جهود أكبر قبيل إنعقاد القمة التي تستوجب تعاون ميع الأطراف للوصول إلى حل سياسي لا عسكري، في إشارة إلى إلقاء اللائمة على تركيا التي تعمل على إزكاء الوضع العسكري وتأجيج الصراع بدلاً من الذهاب نحو التهدئة.
إن الأزمة الليبية قسمت المعسكر المنخرط إلى قسمين، كل قسم يعمل وفق أجندته ومصالحه على حساب إيجاد حلول ومخرج للحل بعيدا عن العمليات العسكرية، وإن لم تلتزم أنقرة بوقف تدفق الإرهابيين إلى ليبيا فإن التصعيد مستمر حتى يقف المجتمع الدولي في وجه الأطماع التركية التوسعية، وعدا ذلك فإن كل ما يحدث يصب في مصلحة النظام التركي وصت هذا الصمت الدولي المريب.
من هنا، هل تنجح قمة برلين، في وضع ليبيا على طريق الحل، أم سيكون إجتماعاً نظرياً لن تلتزم به أطراف الصراع خاصة تركيا، فالمشاركين في جلهم ممتعضون من السياسة التركية عموما في المنطقة وفي ليبيا على وجه الخصوص، وهل سيحضر طرفي الصراع إلى القمة، ولكن ما مدى نجاح هذه القمة إن غابا
عنها وهما أساس المشكلة وأساس الحل!
فريق عمل “رياليست”