فيينا – (رياليست عربي): قال كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات فيينا عباس عراقجي إن الجولة القادمة من المفاوضات ستبدأ الأسبوع المقبل، ومن المبكر التكهن بشأن كونها الجولة النهائية، طبقاً لموقع قناة “الجزيرة“.
وأضاف عراقجي بعد اجتماع مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن نقاط الخلاف المتبقية ليست جديدة، وهي حول كيفية عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي.
الخلاف الأبرز
إن النقطة الخلافية والتي تكاد تكون الوحيدة هي مسألة رفع العقوبات عن طهران، في وقت لم تتخذ فيه الولايات المتحدة الأمريكية قراراً بعد أو تحسم امرها في هذه الجزئية التي هي مطلب إيراني أساسي، في استكمال المفاوضات بغية العودة إلى الاتفاق، لكن رغم ذلك هناك مؤشرات أمريكية كثيرة تبيّن نيتها رفع العقوبات حتى ولو لم تعلن ذلك صراحةً، على سبيل المثال، إطلاق سراح القيادي البارز في الحشد الشعبي العراقي، قاسم مصلح من قبل الحكومة العراقية، خاصة بعد الهجمات الاخيرة التي استهدفت قاعدة عين الأسد الأمريكية.
وبالتالي، خيارات واشنطن في هذا الجانب وهي مصلحة لها ان ترفع العقوبات خاصة وأن هناك تصريحات أخرى تتحدث عن ليونة خليجية في التقرب من إيران خاصة من قبل العربية السعودية ودولة الإمارات، حيت تعاني المملكة من حرب منذ العام 2015، ومفتاح الحل بيد إيران شاءت أم أبت الاعتراف، إذ لا تأثير على الحوثيين إلا من إيران، التي تمسك بعدة أوراق تستطيع من خلالها أخذ زمام المبادرة في نجاح الاتفاق من عدمه، بالتالي، إن حديث وير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن حول أنه حتى لو تم الاتفاق لن يتم رفع العقوبات، هذا كلام لا منطق فيه، لأنه من المستحيل أن يكون هناك إتفاق دون حل هذه المسألة والتي كما أشرنا هي شرط إيراني رئيسي.
ملف معقد
إن الوضع ف بالشرق الأوسط عاد إلى التعقيد مجدداً خاصة في العراق وسوريا، حيث عادت إسرائيل إلى اعتداءاتها على ما تقول إنه يستهدف القوات الإيرانية في سوريا، وهذه رسالة إسرائيلية لحليفتها واشنطن قبل غيرها، بأنها لن تسمح بإنجاح الاتفاق مهما كان الثمن، بالمقابل إن جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأوروبية والتي بدأت اليوم وتستمر لثمانية أيام، من المؤكد أن الاتفاق النووي على رأس جدول أعمال الرئيس، بالتالي، ستعمل أوروبا على تذليل العقبات التي قد يطرحها بايدن خلال اجتماعاته المرتقبة، فإن لم يبصر الاتفاق النور، المنطقة ستدخل في مزيد من الفوضى وستغرق فيها، لأن الاتفاق يشكل متنفساً ليس فقط لإيران، بل لدول الخليج، وبذات الوقت أوروبا.
العالم اليوم امام استحقاق مهم للجميع، إن أراد بايدن كما وصف جولته بأنها تصحيح أخطاء ترامب وعلاج الأضرار، عليه أن يرفع العقوبات والتي هي بحكم المرفوعة لكن يحتاج إلى ذريعةٍ ما كي لا يٌقال إن الولايات المتحدة قدمت تنازلاً صريحاً، مع العلم أنها قدمت قبله أكثر من تنازل، ولولا ان لها مصلحة عليا لما أقدمت على هذا الأمر منذ البداية ولكانت استمرت على قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حينما انسحب من الاتفاق، وعليه النقاط الخلافية معروفة، والكرة في ملعب واشنطن، إما الإكمال حتى النهاية أو العودة إلى المربع الأول.
خاص وكالة “رياليست”.