قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المحادثات مع روسيا بخصوص منطقة إدلب بشمال غرب سوريا كانت بعيدة جداً عن تلبية مطالب بلاده وحذر من أن شن عملية عسكرية هناك “مسألة وقت”، بينما رد الكرملين أن تنفيذ عملية عسكرية تركية ضد قوات الحكومة السورية في إدلب سيكون أسوأ سيناريو، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
جاء إعلان أردوغان لنواب حزبه الحاكم “حزب العدالة والتنمية” أن بلاده عازمة على جعل مدينة إدلب آمنة، مهما كلف الأمر، إذ لا يخلو تصريحه كما هو معتاد من لغة التهديد خصوصاً عندما أشار أنه العملية ستقوم حتى مع إستمرار المحادثات مع الإتحاد الروسي بخصوص الشمال السوري الداعمة للدولة السورية، إلا أن المؤكد أن موسكو تعارض هذه العملية وهذا أسوأ سيناريو من الممكن حدوثه خاصة وأن أنقرة صديقة لها وإن كان بالشكل الظاهري.
إن تهديد الرئيس التركي يأتي بعد الإنتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوري في ريف حلب الغربي ومحيط ريف إدلب، إذ يفصله عن الحدود التركية مسافة أقل من ثلاثة كيلو مترات بالقرب من منطقة دارة عزة غرب حلب، إذ حدثت إشتباكات يوم الأمس عبر تقدم قوات الإقتحام السورية، فبالسيطرة على دارة عزة تكون القوات السورية أطبقت الخناق على طريق حلب – معبر الهوى الحدودي وبالتالي أي تحركات تركية من جهة باب الهوى – إعزاز وقبل الحدود الإدارية لمدينة عفرين المحتلة من قبل النظام التركي إبان عملية “غصن الزيتون” تحت مرأى القوات المرابطة.
أما عن الموقف الروسي، كما أشرنا أعلاه، إنه أسوأ سيناريو إذ أعلن وزير الخارجية الروسي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن أن بلاده مستمرة في تقديم كل ما يلزم لدعم سوريا في حربها على الإرهاب، وأكد على ذلك الناطق الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، ودعمت ذلك الخارجية الروسية في معرض ردها على العقوبات الأمريكية التي شملت شركة فنزويلية مشمولة مع شركة “روس نفط” الروسية في أنها ستدعم حلفائها دائماً أي سوريا وإيران وفنزويلا.
من هنا، إن الإنتحار السياسي الذي يقدم عليه الرئيس أردوغان عبر عمليته العسكرية المرتقبة سيكون نهاية حقبة لأسوأ حاكم في العشر سنوات الأخيرة، إذ شددت الأحزاب التركية المعارضة على أن ما يقوم به أردوغان أودى بتركيا إلى الهاوية، فلقد ذكر كمال كليتشدار رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أن سياسة الرئيس أردوغان الخارجية خلقت لتركيا أعداء في كل مكان للأتراك، وسيكون من الصعب رأب الصدع في تجاوز كل الخلافات والمشاكل التي إفتعلتها سياساته خاصة في سوريا وليبيا.
فهل يكون الموقف الروسي في المنتصف ويقف على الحياد كما في الإعتداءات الإسرائيلية، أم ستقف إلى جانب الدولة السورية وتدافع عنها إن فعلها أردوغان، وأقدم على حماقته تلك!
فريق عمل “رياليست”