قدّمت الحكومة البريطانية وثائق إلى محكمة في اسكتلندا تظهر أن رئيس الوزراء بوريس جونسون سوف يطلب من الإتحاد الاوروبي تأجيل موعد مغادرة بريطانيا من الإتحاد الأوروبي إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق في غضون الأسبوعين المقبلين، طبقاً للإذاعة البريطانية بي بي سي.
في هذا الصدد قدّم نيك غريفين، النائب الأوروبي السابق عن شمال إنجلترا، تحليلا شاملا ضمن حوار خاص لـ وكالة “رياليست بالعربية“.
المغادرة تدريجيا
كل ما على رئيس الوزراء بوريس جونسون عمله لضمان مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي عند انتهاء المهلة المحددة في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، هو البقاء في السلطة وعدم قيامه بأي شيء آخر. بريطانيا ستغادر تلقائيا في حال عدم حدوث شيء لذلك يسعى اليائسون الآخرون لإجبار جونسون للتوسل من بروكسل للتمديد. سواء أبقي في السلطة أو لم يفعل شيئا فهذه مسالة أخرى. فالوضع غير مسبوق.
من الممكن أن تلزم المحكمة العليا جونسون بقرارها الطلب بالتمديد ومن المرجح أن تجبره على ذلك ولكن لا تستطيع إجباره على تقديم أي مقترحات كافية تضمن بأن يعتقد الأوروبيين بأن الأمر يستحق منحها. على جميع الأحوال وبناء على أنه كلما تأخر اتخاذ القرار النهائي كلما زادت فرصة إجراء استفتاء ثان لأسباب ديموغرافية الأمر الذي سيعكس القرار برمته للمغادرة.
السيناريوهات المتوقعة!
بالنسبة للمتحمسين للتكامل الأوروبي فان الفرصة للتخلص من الكتلة المناهضة للفيدرالية في البرلمان الأوروبي هي بمثابة إغراء خطير ولكن من المفارقات في النهاية أنه قد يتم القرار برفض التمديد الإضافي ودفع المملكة المتحدة خارجا.
نيك غريفين
ماذا. أتوقع؟ بكل بساطة أنا لا أعرف وأي شخص يدعي العكس فهو إما كاذب وإما يقوم بتخمينات عقيمة وغير مجدية.
وفي أي وقت آخر من التاريخ وفي بلد عادي فإن السيناريو الأكثر إحتمالا هو الحرب الأهلية. ولكن بريطانيا لم تعد طبيعية وفكرة مئات الآلاف من المسنين الذين يتصادمون في الشوارع مع حشود المحايدين فإنه أمر غير متصور. السيناريو الأكثر واقعية وإثارة ينطوي بتنفيذ جونسون الصلاحيات المؤقتة من قانون الطوارئ المدني، مما سيسمح له بفرض انتخابات عامة من والمحافظين لتحقيق أغلبية كبيرة إلا في حالة إبرام حزب العمال صفقة مع الديموقراطيين الأحرار ضمنها إتفاق بين البريكست.
صفقة مقبولة
وللأسف بالنسبة للباقين فإن العناصر الليبرالية والصهيونية داخل النخب السياسية والإعلامية البريطانية، معادية لكوربين لذلك من غير المرجح أن يتم مثل هكذا تحالف، من هنا فإن خطوة جونسون لاستخدام سلطات الطوارئ للدعوة إلى إجراء انتخابات ستقابل بالطعن الفوري في المحكمة وبنتائج غير مؤكدة، إضافة لذلك لا يمكن إجراء انتخابات حاليا إلا بعد الموعد النهائي في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التشويش.
السيناريو الأكثر ترجيحا هو احتمالية التوصل إلى صفقة غير مؤٔلمة للوصول إلى اتفاق بصيغة معينة أطلقتها تيريزا ماي، وخروج بريطانيا، وهذا بالطبع لن يرضي باقي الأطراف الذين يريدون البقاء بشكل مناسب ولا يصرون على الطلاق الحقيقي، وليس النوم في غرف منفصلة ولكن مثل هذا الحل الوسط كخطوة انطلاق للحديث والتحركات للحصول على المراد وفي الوقت المناسب هو الأقل احتمالا لإنهاء مثل هذه المرحلة السخيفة بصراحة.