بغداد – (رياليست عربي): أثار قرار الحكومة العراقية قبل أيام إعادة قرابة 100 عائلة عراقية من مخيم الهول في سوريا إلى العراق ردودَ أفعال متباينة ورفضاً شعبياً وسط تصريحات متضاربة من مؤسسات الدولة العراقية، طبقاً لموقع قناة “الجزيرة“.
ويأتي قرار إعادة هذه العائلات بعد 4 سنوات على القضاء على آخر معاقل تنظيم داعش في العراق، حيث تقدر أوساط حكومية عراقية وجود نحو 30 ألف عراقي في هذا المخيم.
مخطط جديد
إن قرار إعادة عائلات تنظيم داعش إلى الموصل تحديداً، قراراً محفوفاً بالمخاطر، نظراً لطبيعة الظروف الحالية التي تزامنت مع عشرات الاستهدافات للتنظيم سواء كان في سوريا أم في العراق، ومن المعلوم أن مخيم الهول بريف الحسكة، شمال شرق سوريا، يقبع فيه آلاف النازحين في غالبيتهم من تنظيم داعش في العراق وسوريا والكثير من الأجانب مع عائلاتهم، حيث خرجت بعض الدول الأجنبية ببعض القرارات مثل إستعادتها للأطفال فقط، مع الإبقاء على ذويهم ونذكر من هذه الدول فرنسا على سبيل المثال.
وكما هو معروف أيضاً تحدث عشرات الوكالات والمواقع الإخبارية عن قيام القوات الأمريكية بنقل قيادات التنظيم من سوريا وإلى العراق وبالعكس، هذا الأمر مرتبط بنقل العائلات أيضاً، بالتالي إن قرار نقل بقية العائلات، هو أمر خطير، يبيّن أن لا نوايا أمريكية حقيقية في الانسحاب من الأراضي العراقية، وأما في سوريا فهي دائمة إدخال التعزيزات العسكرية إلى قواعدها وبخاصة قاعدة الشدادي بريف الحسكة، لكن النقطة الأهم المُراد منها هنا، إشغال الداخل العراقي بصد هجمات داعش، بعد أن أدخلت الفصائل العراقية سلاحاً نوعياً جديداً أقلق القيادة الأمريكية الموجودة في بغداد، وهي استخدام الطائرات المسيّرة، وبالتالي، إن أحدث ذلك غضباً شعبياً في العراق من قبول الحكومة العراقية لهذا الأمر دون تبيان خطورته لأنه سينتهي بكوارث إرهابية حتماً، هو ضغط أمريكي واضح ولا تستطيع الحكومة الحالية الرفض من عدمه.
الموصل مجدداً
لقد كانت الموصل عاصمة “الدولة الإسلامية” حتى تحريرها في العام 2016، ومثلها الرقة السورية التي تحررت هي الأخرى، ثم أعلنت القوات الأمريكية والموالين لها من قوات سوريا الديمقراطية – قسد أنهم قضوا على التنظيم ومعاقله في آخر معركة وهي “معركة الباغوز” وما هي إلا مدة قليلة حتى نشط التنظيم مجدداً في سوريا والعراق، وركز هجماته في سوريا على منطقة البادية السورية، والطرق الدولية التي تربط شرق الفرات بالمدن الداخلية السورية، وفي العراق تركزت الهجمات على المناطق الحدودية مع سوريا وبالتالي، يعلم الجميع أن التواجد العسكري الأخير لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا هو تحت ذريعة القضاء على تنظيم داعش، وحتى الآن كل المؤشرات تبيّن أن التنظيم عاد وبقوة.
وأما الموصل، لها وضعها الخاص كونها تعرضت أكثر من غيرها لكثير من الأعمال الإرهابية والتفجيرات والقتل الممنهج والخطف والتهجير، وحتى وإن كانت عائلات التنظيم غير مسلحة، ومسالمة، على أقل تقدير سيعيد هذا الأمر جراح الماضي إلى نفوس أبنائه، لكن هنا لا يمكن أن نغفل مسألة مهمة، وهي ضلوع نساء التنظيم في العديد من العمليات الأخيرة وإشراكهن فيها، العراق قد يعلم وقد لا يعلم ما الذي أقحم نفسه فيه، الواضح أن بداية إرهابية جديدة أبصرت النور، بأدوات رسمية هذه المرة
أخيراً، على ما يبدو أن الحكومة العراقية رضخت لضغوط التحالف الدولي، وأصبح الوضع الأمني مقلقاً وسط ظروف أخرى لا تقل خطورة وهي نفشي الوباء العالمي، والوضع الاقتصادي المتردي، فالحديث عن 20 ألف من تابعية المخيم هم من العراقيين، فهل من حكومة تستطيع ضبطهم على مدار الساعة سوى مشغليهم؟ وبالتالي تعد مسألة إعادة النازحين من عائلات داعش قنبلة موقوتة، خاصة أنهم من محافظات مختلفة وأن مخيم الجدعة الذي نقلوا إليه يقع في منطقة تعد الأكثر مناهضة للتنظيم.