باريس – (رياليست عربي): على الرغم من أن استطلاعات الرأي كانت تعطي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تقدماً حول الفوز بفترة رئاسية جديدة في قصر الإليزيه، إلا أن “كاريكاتيراً” يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية، بات يهدد فرص ماكرون، بعد أن أحرج الرئيس الفرنسي من جانب موسكو، وهو الإحراج الذي بات بمثابة نقاط سلبية حول مبادئ الحرية في فرنسا، وتخبط “ماكرون” الذي دائماً ما كان يصف أي رسم كاريكاتيري حتى لو كان مسيء لديانة أو شعب أو فصيل أو شخص، بأنه يخضع لحرية التعبير المكفولة للجميع، إلا أن كاريكاتير قامت بنشره سفارة روسيا في باريس، قوبل باستياء كبير من جانب ماكرون.
دخل مرشح اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية إريك زمور في جدل جديد بعد أن اتُهم بأنه سمح لحشد التقاه الأحد في باريس بإطلاق هتاف “ماكرون قاتل”، الكاريكاتير الذي أغضب ماكرون يسخر من العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويظهر جسماً مريضاً راقداً على طاولة عمليات جراحية كتب عليها “أوروبا”، وفوقها طبيبان يرتديان قبعتين تحملان علمي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأسماهما “إمبراطورية الأكاذيب” و”الرايخ الأوروبي”، وهما يعطيان المريض حقنا خبيثة كتب عليها “كراهية روسيا” و”العقوبات” و”النازية الجديدة” و”كوفيد-19″ و”الناتو” و”ثقافة الإلغاء”.
بالطبع الدبلوماسية الروسية لم تفوت هذه الفرصة، لتسخر من استياء “ماكرون” رئيس دولة الحريات كما يتم الادعاء طوال أكثر من 3 قرون، وكان التذكير بما كانت تقدمه مجلة “شارلي إبدو” الفرنسية من رسوم مسيئة للرسول محمد، وكان “ماكرون” يدافع عن رسوم المجلة بأنها حرية تعبير.
ومن هذا المنطلق، ردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على كلام “ماكرون”، لتقول :”حقاً؟ أليس رؤساء ووزراء خارجية فرنسا هم الذين كانوا يعلموننا بأن أي رسوم كاريكاتيرية أمر طبيعي، حتى تلك الفظيعة التي نشرتها مجلة شارلي إبدو؟.. قررنا إتباع نصيحتهم واستخدام الهجاء الذي يعتبرونه دليلاً على حرية التعبير، والآن لا يعجبهم شيء”.
كان من الواضح هنا، من الجانب الروسي، الرد على استياء “ماكرون” بتوبيخ عن ما حدث في الماضي من رسوم مسيئة، أغضبت الملايين في العالم سواء كانوا من المسلمين أو غير ذلك.
“الكيل بمكيالين” في الثوابت والمبادئ من جانب فرنسا ممثلة في رئيسها “ماكرون” الذي هو على أبواب مرحلة صعبة تتعلق بالانتخابات الرئاسية في أبريل/ نيسان المقبل، أثّر بشكل كبير على الشارع الفرنسي ووصل التأثير إلى داخل صفوف مؤيديه، حيث يعتبر هذا الموقف بإثبات ما روج له من جانب منافسيه في الانتخابات المرتقبة بأنه يغير في الثوابت لمصالحه السياسية حتى لو على حساب مبادئ الجمهورية الفرنسية.
خاص وكالة رياليست.