بيونيس آيريس – (رياليست عربي): إن حظر الإجهاض، وحل البنك المركزي، ووزارة الصحة ووزارة العلوم، فضلاً عن تقنين بيع الأسلحة والاتجار بالأعضاء، ما هي إلا قائمة صغيرة من التغييرات التي خطط لها رئيس الأرجنتين المنتخب حديثاً.
وفاز مرشح اليمين المتطرف خافيير مايلي، بحصوله على 56% من الأصوات، على منافسه وزير الاقتصاد الأرجنتيني الحالي سيرجيو ماسا، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 19 نوفمبر، ويعتزم مايلي قطع العلاقات مع الحكومات “الشيوعية” في الصين والبرازيل والاتحاد الروسي، وكذلك سحب طلب الأرجنتين للانضمام إلى مجموعة البريكس، لكن من غير المرجح أن تستمر مرحلة العلاقات الودية مع روسيا، صحيح أن الخبراء يعتقدون أنه ليس كل ما هو مخطط له مقدر له أن يتحقق، فكيف ستتغير السياسات الخارجية والداخلية للأرجنتين مع تغيير مالك كازا روسادا؟
السياسة الخارجية للأرجنتين
تم تلخيص نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، ومن المقرر أن يتولى المرشح من حزب “الحرية تأتي” اليميني المتطرف، خافيير مايلي، الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات، منصبه في 10 ديسمبر، ولم يكن خافيير مايلي، وهو نجل سائق حافلة، من بوينس آيرس، البالغ من العمر 53 عاماً، وجه السياسة الأرجنتينية حتى عام 2021.
وبسبب مقترحاته الجذرية لإصلاح السياسة الداخلية والخارجية للأرجنتين، لُقب مايلي بترامب المصغر، وكان أحد الخطب البارزة خلال الحملة الانتخابية هو ظهوره بالمنشار في إحدى المسيرات في العاصمة.
خلال حملته الانتخابية، أدلى خافيير مايلي بتصريحات قاسية ضد رئيس الدولة المجاورة للبرازيل، واصفاً لولا دا سيلفا بالمسؤول الفاسد والشيوعي، في الوقت نفسه، وتحدث مايلي عن دعم الأرجنتين، الدولة التي تضم أكبر نسبة من السكان اليهود في أمريكا اللاتينية، للمسار السياسي لإسرائيل، وكذلك عن اتخاذ نهج التقارب مع الولايات المتحدة.
وسوف يكون لزاماً على الرئيس المنتخب الجديد أن يتعامل مع المشاكل الداخلية العديدة التي تعاني منها الأرجنتين، ولم ينمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ففي الربع الثاني انخفض الرقم بنسبة 2.8% مقارنة بالأول وبلغ 163.109 مليون دولار.
وتوجد أكثر من اثنتي عشرة دولارات في سوق الصرف الأجنبي، وقد انخفض إجمالي احتياطيات البنك المركزي إلى النصف خلال السنوات الأربع الماضية، وصافي الاحتياطيات الدولية لدى البنك المركزي في المنطقة الحمراء.
المطلب الأساسي للحكومة الجديدة هو الإصلاحات في المجال الاقتصادي، وهذا يعني إنعاش الاقتصاد وإزالة جميع القيود القائمة، “نحن نتحدث عن القيود المفروضة على الواردات والحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع الدول الأخرى”.
كما يعتزم مايلي التعامل مع المشاكل الاقتصادية للأرجنتين عن طريق تصفية البنك المركزي والتحول إلى المدفوعات بالدولار بدلاً من البيزو الأرجنتيني، بالإضافة إلى ذلك، يتوقع الرئيس المنتخب حديثاً تخفيض عدد الوزارات من 18 إلى ثماني (بما في ذلك التخلص من وزارتي التعليم والصحة)، وإلغاء أنظمة المساعدة الاجتماعية وتقليص صناديق التقاعد.
وتحدث مايلي أيضاً عن خفض عجز الموازنة، لكنها لم تحدد كيف بالضبط. ويخشى الناس أن يتمكن من إلغاء الدعم عن النقل والطاقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة حادة في الأسعار، في حين أن دولرة الاقتصاد قد تبدو بالنسبة للبعض بمثابة رد فعل مضاد للتضخم، إلا أنها بالنسبة للبعض الآخر هي خوف من انخفاض قيمة الأجور.
وفيما يتعلق بالتغييرات الأمنية، تخطط مايلي للنظر في خفض سن المسؤولية الجنائية، وحظر دخول الأجانب ذوي السجلات الجنائية، وإضفاء الشرعية على بيع الأسلحة النارية.
بالتالي، من دون الخبرة الإدارية والمهارات المناسبة، سيكون من الصعب على مايلي التأثير على البرلمانيين الذين يختلفون مع سياساته، ومن الممكن أن يكون للبرنامج الذي أعلنه الرئيس المنتخب حديثاً عواقب سلبية بعيدة المدى على الأرجنتين، بما في ذلك فقدان السيادة إذا تخلت عن عملتها الوطنية، ومن المؤكد أن مثل هذه القرارات الجذرية ستلقى معارضة برلمانية.