دمشق – (رياليست عربي): أكد مسؤول عسكري في القيادة الوسطى لـ “سكاي نيوز عربية” تعرّض قاعدة التنف على المثلث الحدودي السوري – العراقي – الأردني لقصف بالطائرات المسيرة ولا إصابات في صفوف القوات الأميركية.
وصرّح الكابتن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة الوسطى بالقول: “يمكننا أن نؤكد أن منطقة قاعدة التنف تعرضت لعملية مدروسة ولهجوم منسق بناءً على التقارير الأولية وقد استخدم الهجوم أنظمة جوية بدون طيار ما ادى الى نشوب حريق غير مباشر”.
خطة مكشوفة
بعد أن أبدت الولايات المتحدة الأمريكية ليونة مؤخراً في تعاطيها مع الملف السوري، من الصعب الجزم أن يكون الجيش السوري مسؤولاً عن هذه الهجمات، فضلاً عن أن إيران لا تريد المغامرة وهي تنتظر حلحلة عقدة ملف المفاوضات النووية، وطلبت بادرة حُسن النية فيما يتعلق بالإفراج عن أرصدتها المجمدة من قبل واشنطن.
أما بالنسبة لروسيا، فلقد استخدمت المجال الجوي فوق البادية السورية في اليومين الماضيين لمساعدة الجيش السوري في عملية ملاحقة فلول داعش من تلك المنطقة، حيث قصف الطيران الروسي كل الأهداف هناك، وبطبيعة الحال، قاعدة التنف العسكرية على مقربة من البادية السورية، وهناك تنسيق عسكري بين القوات الروسية والأمريكية في هكذا عمليات، ما يضع حلفاء سوريا خارج إطار دائرة الاتهام.
لكن المستفيد الوحيد من إعادة خلط الأوراق هذه المرة من الممكن أن تكون قوات سوريا الديمقراطية – قسد، بعدما بدأت تتوجس من انسحاب القوات الأمريكية بشكل فجائي على غرار ما حدث في أفغانستان، ولدى قسد أسلحة متطورة جداً ومن كافة الأصناف، وليس غريباً أن تمتلك طائرات بدون طيار تكون مذخرة، وتطلقها لإبقاء الولايات المتحدة الأمريكية أطول فترة ممكنة، فكل اللاعبين المتواجدين في سوريا، لا مصلحة لأحد بينهم من تهديم ما قد يكون الأمل الوحيد لكل السوريين.
المقاومة السورية
أما أن تتجه الأنظار نحو السوريين المقيمين في مناطق قريبة من انتشار القوات الأمريكية، ففي منطقة التنف، لا يوجد سوى مخيم الركبان والذي يضم مهجرين سوريين، والقوات الأمريكية منتشرة حولهم، أما الموجودين في الجزيرة السورية، الأوضاع مطبقة عليهم، إن كان من جهة مناطق سيطرة الأتراك أو الأمريكيين أو قسد، بالتالي، المقاومة لم يشتد ساعدها بعد، وحتى وإن حدثت بعض الاستهدافات الفردية، لكن تنظيم استهداف قاعدة التنف، يبدو أنه احترافي ومنظم، لا عبثي وعشوائي، ما يبعد فرضية اتهام المقاومة أيضاً خاصة وأنها غير مولودة بشكل معلن حتى الآن.
بالتالي، هذا الحادث مدبر، ولا يمكن له أن يكون دون سابق تخطيط، إلا أن مصلحة الهجوم كما أشرنا آنفاً تكمن في الإبقاء على التواجد الأمريكي قدر المستطاع، وبقائهم في سوريا، يعني بقاء المشروع الكردي قائماً، وبذهابهم، يعني زواله، وهذا ما لا يريده أي أحد من أصحاب هذا المشروع.خاص وكالة “رياليست”.