تزويد إسرائيل بمعدات طبية خاصة بفيروس كورونا المستجد، على الرغم من التوتر الظاهري في علاقة الطرفين، طبقاً لوكالة “بلومبرغ” الأمريكية.
ووفقاً للوكالة، فإن النظام التركي وافق على بيع المعدات الطبية لتل أبيب بسبب ما قال إنه “دوافع إنسانية”، بحسب مسؤول تركي كبير في تركيا، بدورها القناة الإسرائيلية “12”، قالت إن إسرائيل جمّدت الصفقة على خلفية إرسال شحنات طبية ومساعدة إلى قطاع غزة ضمن إجراءات مواجهة وباء كورونا هناك، الأمر الذي إعتبرته إسرائيل أنه بطولة وإستعراض تركي كما في دافوس وأحداث مرمرة قبل أعوام خلت.
ومن المعروف عن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أنه يدفع بكسب التأييد الداخلي والخارجي له من خلال الدعايات والإستعراضات، وكثرة التصريحات والظهور التلفزيوني العلني بمناسبة وبدون مناسبة، فيعمد بذلك إلى إظهار نفسه البطل المسلم والفاتح كما يحب أن يطلق عليه، فيما تبقى تحالفاته مع إسرائيل مستمرة ولم يؤثر عليها شيء رغم أنها متوترة بعض الشيء أو الأدق في مرحلة هدوء لا أكثر.
وعن قول النظام التركي بأن المساعدات الترطية الطبية تأتي في إطار “العمل الإنساني” فهذا بعيد كل البُعد عن الحقيقة وهي صفقة تجارية بحتة، إلا أن شرط انقرة إرسال طائرة شحن إلى السلطات الفلسطينية كشف للإسرائيليين نوايا نظام أردوغان ومقصده وغايته من وراء هذا العمل، الذي ينوي به حصد مكاسب على حساب الإسرائيليين، الأمر الذي رفضته تل أبيب بشكل نهائي، إلا أن البعض رأى أن الهدف الخفي من وراء ذلك هو إستجداء للولايات المتحدة الأمريكية وتحسين صورة الرئيس أردوغان أمام حليفه ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، فيما رأى خبراء هي صفقة تجارية تمت بالتنسيق عبر شركات تجارية إسرائيلية مع أخرى تركية.
وقبل أن تكتمل فرحة أردوغان رفضت إسرائيل هذه الصفقة وجمدتها من جهة لعدم منح أنقرة مكاسب على الصعيد العربي، ومن جهة أخرى لا تريد لقطاع غزة بأن يقي نفسه من الوباء المتفشي في القطاع، حيث هدد يحيى السنوار السلطات الإسرائيلية إن منعت دخول المساعدة فسيكون أكثر من ستة ملايين إسرائيلي مهددين، خاصة وأن معظم الإصابات بفيروس كورونا المستجد دخلت الأراضي الفلسطينية من الخارج، وكل سبل الوقاية الإسرائيلية لن تحمي الإسرائيليين في حال تفشيه داخل القطاع.
من هنا، يتوضح للعيان يوماً بعد يوم، كيف تستثمر تركيا كل ما يحدث من مسألة اللاجئين وإبتزاز الإتحاد الأوروبي، إلى إستثمار فيروس كورونا التاجي، وفي سياقٍ متصل، أشارت وسائل إعلام عبرية ومن بينها صحيفة “إسرائيل هيوم” التي قالت إن خطوة أردوغان “المهمة” تشير إلى احتمال تحسن العلاقات بين تل أبيب وأنقرة، بعكس مصادر إعلامية أخرى، ويبقى أن إنتصار أردوغان الوهمي فشل على الأقل مؤقتاً وكُشف السر الحقيقي من وراء هذه الصفقة وكشفت معها مآربه في إستثمارها وتحويلها إلى عمل بطولي يصب في صالحه، ولأول مرة تقول إسرائيل الحقيقة فيما يخص الزعيم العثماني.
فريق عمل “رياليست”